Bulugh Arab
بلوغ الأرب بتقريب كتاب الشعب
Noocyada
عن سفيان الثوري قال: قرأ واصل الأحدب هذه الآية (وفي السماء رزقكم وما توعدون) فقال: أرى رزقي في السماء وأنا أطلبه في الأرض، والله لا أطلبه في الأرض أبدا، فدخل خربة بالكوفة فلم يأته يومين شيء فلما كان اليوم الثالث إذا هو بدوخلة من رطب، وكان له أخ أحسن نية منه فأصاب دوخلتين؛ فكان ذلك حالهما حتى فرق الموت بينهما. (2/114-115) عن عبد الملك بن قريب الأصمعي قال: أقبلت ذات يوم من مسجد الجامع بالبصرة وبينما أنا في بعض سككها إذ أقبل أعرابي جلف جاف على قعود له متقلدا سيفه وبيده قوس، فدنا وسلم وقال: ممن الرجل؟ فقلت: من بني الأصمع؛ فقال لي: أنت الأصمعي؟ قلت: نعم، قال: من أين أقبلت؟ قلت: من موضع يتلى كلام الرحمن فيه؛ قال: أو للرحمن كلام يتلوه الآدميون؟! فقلت: نعم يا أعرابي، فقال: أتل علي شيئا منه، فقلت انزل من قعودك فنزل وابتدأت بسورة الذاريات ذروا حتى انتهيت إلى قوله تعالى (وفي السماء رزقكم وما توعدون) قال الأعرابي: يا أصمعي هذا كلام الرحمن؟ قلت: إي والذي بعث محمدا بالحق إنه لكلامه أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم؛ فقال لي: حسبك فقام إلى ناقته فنحرها بسيفه وقطعها بجلدها وقال: أعني على تفرقتها فوزعناها على من أقبل وأدبر ثم كسر سيفه وقوسه وجعلها تحت الرملة وولى مدبرا نحو البادية وهو يقول: (وفي السماء رزقكم وما توعدون) يرددها فلما تغيب عني في حيطان البصرة أقبلت على نفسي ألومها وقلت: يا أصمعي قرأت القرآن منذ ثلاثين سنة ومررت بهذه وأمثالها وأشباهها فلم تتنبه لما تنبه له هذا الأعرابي ولم يعلم أن للرحمن كلاما؛ فلما قضى الله من أمري ما أحب حججت مع هارون الرشيد أمير المؤمنين فبينا أنا أطوف بالكعبة إذا أنا بهاتف يهتف بصوت رقيق: تعال يا أصمعي، تعال يا أصمعي، قال: فالتفت فإذا أنا بالإعرابي منهوكا مصفارا فجاء وسلم علي وأخذ بيدي وأجلسني وراء المقام فقال: اتل من كلام الرحمن ذلك الذي تتلوه، فابتدأت ثانيا بسورة الذاريات فلما انتهيت إلى قوله (وفي السماء رزقكم وما توعدون) صاح الأعرابي وقال: قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا، ثم قال: يا أصمعي هل غير هذا للرحمن كلام؟ قلت: نعم يا أعرابي، يقول الله عز وجل: (فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون) فصاح الأعرابي عندها وقال: يا سبحان الله من ذا أغضب الجليل حتى حلف فلم يصدقوه بقوله حتى ألجاوه إلى اليمين؟! قالها ثلاثا، وخرجت نفسه. (2/115-116)
عن سفيان عن عمار الدهني عن سالم أن دانيال طرح في جب وطرح عليه السباع فجعلن يلحسنه ويتبصبصن إليه فأتاه رسول فقال: يا دانيال، فقال: من أنت؟ قال: أنا رسول ربك أرسلني إليك بطعام، فقال: الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره. (2/116)
عن الأصمعي قال: مررت بأعرابية في البادية في كوخ فقلت لها: يا أعرابية من يؤنسك ها هنا؟! قالت: يؤنسني مؤنس الموتى في قبورهم، قلت: فمن أين تأكلين؟! قالت: يطعمني مطعم الذرة وهي أصغر مني. (2/117)
عن عبد الله بن مبشر من ولد توبة العنبر قال: دعا عتبة الغلام ربه عز وجل أن يهب له ثلاث خصال في دار الدنيا: دعا ربه أن يمن عليه بصوت حزين ودمع غزير وطعام من غير تكلف؛ فكان إذا قرأ بكى وأبكى، وكانت دموعه جارية دهره، وكان يأوي إلى منزله فيصيب قوته ولا يدري من أين يأتيه. (2/117)
عن ابن عون قال: كان محمد يعني ابن سيرين يقول لأيوب: ألا تزوج؟! ألا تزوج؟! فشكى ذلك إلي فقال: إذا تزوجت فمن أين أنفق؟! قال: فقلت ذاك لابن محمد(1) عبد الله فقال لأبيه، فقال: يرزقه الذي يرزق الطير من السماء وأشار بإصبعه؛ قال: فتزوج، قال: فقد رأيت بعد ذلك في سفرته الدجاج. (2/117)
عن أبي العباس بن عطاء وسئل عن التوكل فقال: من توكل ليكفى فليس بمتوكل. (2/117)
عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال: أقبلت إلى الزبير يوما وأنا غلام وعنده رجل أبرص فأردت أن أمس الأبرص فأشار إلي الزبير فأمرني أن أنصرف مخافة أن أمسه. (2/123)
عن علي بن أحمد بن سلام البغدادي قال: ذكر أبو عبيد بن حربويه القاضي منصور بن إسماعيل الفقيه فقال: ذاك الأعمى! فأنشأ يقول:
ليس العمى ألا ترى*بل العمى ألا ترى*مميزا بين الصواب والخطا. (2/127)
Bogga 137