144

Daraasaad Ku Saabsan Milal Iyo Nihal

Noocyada

** أولا

الآيات على ما زعموا فليس فيها شيء يدل على هذه الكلمة : « بلا كيف » ، بل هي إضافة منهم بلا دليل. فليس لأهل الحديث الذين يفرون من التأويل ، وحتى يسمون الحمل على المجاز والكناية تأويلا ، إلا الأخذ بحرفية هذه الأحاديث بتمامها ، لا التصرف فيها.

** وثانيا :

عرف اللغة ، فإجراء هذه الصفات عليه سبحانه يمكن بإحدى صورتين :

1 أن يجري عليه بما هو المتبادر عند أهل اللغة بلا تصرف فيه. وهذا ما عليه المشبهة والمجسمة.

2 أن يجري عليه بما أنها كناية عن معان كالبخل في قول اليهود ( يد الله مغلولة ) (1) والإحسان والجود في قوله سبحانه : ( بل يداه مبسوطتان ) (2) وهذا ما عليه أهل التنزيه ، وليس ذلك تأويلا للقرآن أبدا ولا اتباعا لخلاف الظاهر ، إذ لهذه الألفاظ عند الإفراد ظهور تصوري ويراد منها الأعضاء ، وعند التركيب مع سائرها والوقوع في طي الجمل ظهور آخر ، فربما يتحد الظهوران ، مثل قولك لولدك : اغسل يدك قبل الغذاء. وربما يختلفان كما في الجملتين المتقدمتين ، وليس هنا وجه ثالث حتى يتدرع به أهل الحديث والحنابلة ، دعاة التنزيه لفظا لا معنى. وما يتفوه به هؤلاء من أن لله يدا لا كالأيدي ، فإن رجع إلى أحد هذين المعنيين فنعم الوفاق إما مع أهل التشبيه أو مع أهل التنزيه ، وإلافيكون أشبه بلقلقة اللسان.

وباختصار : إن القائل بأن له يدا لا يخلو في إجراءاللفظ عليه سبحانه أن يريد أحد وجهين : إما أن يريد المعنى الحقيقي وهو العضو المحسوس فيكون مجسما ومشبها ، أو يريد المعنى المجازي وهو البخل أو الجود فيكون مؤولا ، وهو

Bogga 150