إلا الألتجاء إلى عالم السر والإعلان ...) (١).
فالحاصل: أن السمة البارزة للحياة العلمية في هذا العصر من حيث التأليف قد كانت عبارة عن الاختصار والنقل والتعليق والشرح والجمع وتكرار ما قاله السابقون، مع بعض الإضافات العلمية من ترجيح وتصويب خطأ، ونحو ذلك، ونجد هذِه السمة واضحة في مؤلفات الشيخ السفاريني مواكبة منه لروح العصر العلمية، وتأثرًا بالسائد فيه.
ترجمة المُصَنِّف من كتاب "السحب الوابلة"
هو العلامة مُحمد بن أحمد بن سالم بن سليمان السَّفَّارِيني أبو العون، أو أبو عبد الله (١١١٤ - ١١٨٩ هـ) (٢).
قلتُ: وترجمه العلامة محمد بن عبد الله بن حميد النجدي (ت ١٢٩٥) فقال في "السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة" (٣):
مُحَمَّدُ بن أَحْمَدَ بن سَالِم بن سُلَيْمَان السَّفَّارِينيُّ، أَبُو العَوْنِ كَمَا قَالَهُ تِلْمِيذُهُ الكَمَال الغَزِّيِّ، مُفْتِي الشَّافِعِيَّة بِدِمَشق، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ -عَلى مَا قَالَهُ تِلْمِيذُهُ العَلَّامَةُ البَارعُ السَّيِّدُ مُحَمَّدُ مُرْتَضَى الحَنَفِيُّ فِي "شَرْحِ