193

Bughyat al-Ra'id limā Taḍammanah Ḥadīth Umm Zar‘ min al-Fawā’id taḥqīq al-Dasūqī

بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد ت الدسوقي

Tifaftire

أبو داود أيمن بن حامد بن نصير الدسوقي

Daabacaha

دار الذخائر

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Noocyada

لَهُ نَارٌ تُشَبُّ عَلَى يَفَاعٍ ... إذَا النِّيرَانُ أُلْبِسَتِ القِنَاعَا
أي سُترتْ بوقودِها في الغيطانِ وتلاعِ الأوديةِ، وقَنَعتْ بذلك عن أنْ تظهرَ.
وفي قولِها أيضًا: «قَرِيبُ البَيْتِ مِنَ النَّادِي» معنًى آخر دلَّتْ به على شرفِهِ وزعامتِهِ؛ وذلك أنَّ الأنديةَ إنَّما يُجتمَعُ فيها بِقُربِ (^١) أبياتِ السَّادةِ ومنازلِ الزُّعماءِ، الَّذين يُعْنَى (^٢) إليهم ويُجتمعُ لهم (^٣).
وقولُها: «لَا يَشْبَعُ لَيْلَةً يُضَافُ، وَلَا يَنَامُ لَيْلَةً يَخَافُ»، وصفتْهُ بكرمِ النَّفسِ وشبعِهَا، ونزاهتِها وإيثارِها، وقلَّة همِّه بالأكل / وشرهِهِ له، وأنَّه إذا ضِيفَ (^٤) واحتُفِلَ (^٥) في إكرامِهِ، وأُكثِرَ من إطعامِهِ، لم يكُنْ همُّهُ شبعَ بطنِهِ، واكتفى بأيسرِهِ، واقتصرَ على ما يُقيمُ صُلبَهُ، ويَردُّ قوَّتَه منه، ولم يُظهرْ الحرصَ على مالِ غيرِه وطعامِهِ، والجشعَ للإكثارِ مِنْ أكلِهِ واغتنامِهِ، بلْ أخذَ منه ما يسدُّ جوعتَهُ، وتجافى عن الإكثارِ منه، وخَافَ مَعَرَّتَه، كما قال حاتمٌ (^٦):
لَقَدْ كُنْتُ أَخْتَارُ القِرَى طَاِوي الحَشَا ... مَحَافَظَةً مِنْ أَنْ يُقَالَ لَئِيمُ

(^١) في المطبوع: «لقرب».
(^٢) في (ب)، والمطبوع: «يؤتى»، والمعنى الخضوع والطاعة، تقول العرب: عنوتُ لك: خضعت لك وأطعتك، ومنه قوله تعالى: ﴿وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ﴾ [طه: ١١١].
ينظر: «لسان العرب» (عنا) (١٠/ ٣١٤).
(^٣) في المطبوع: «بهم».
(^٤) في (ب)، والمطبوع: «أضيف».
(^٥) في (ب): «أحفل».
(^٦) البيت من الطويل، وهو لحاتم الطائي، ينظر: «ديوان الحماسة» (ص: ١٩٠)، و«خزانة» للبغدادي (٨/ ٤٢٢).

1 / 198