Bughyat al-Ra'id limā Taḍammanah Ḥadīth Umm Zar‘ min al-Fawā’id taḥqīq al-Dasūqī
بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد ت الدسوقي
Baare
أبو داود أيمن بن حامد بن نصير الدسوقي
Daabacaha
دار الذخائر
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
Noocyada
بُغْيَةُ الرَّائِدِ لِمَا تَضَمَّنَهُ
حَدِيثُ أُمِّ زَرْعٍ مِنَ الْفَوَائِدِ
حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى
١٤٣٩ هـ / ٢٠١٨ م
دار الذخائر
إحياء لتراثِ أمة
1 / 1
٣٣ شارع الإمام محمد عبده خلف الجامع الأزهر
٠٠٢٠١٠٨٥٤٣١٦٠ - ٠٠٢٠١٠٦٠٩٠٨٨٤٥ - ٠٠٢٠١٢٢٠٢٢٧٥٦٢٩
dar.alzakhair@gmail.com
1 / 2
بُغْيَةُ الرَّائِدِ لِمَا تَضَمَّنَهُ
حَدِيثُ أُمِّ زَرْعٍ مِنَ الْفَوَائِدِ
تأليف القاضي أبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي السَّبتي
ت: ٥٤٤ هـ
تحقيق أبي داود
أيمن بن حامد بن نصير الدسوقي
يحقق لأول مرة على خمس نسخ خطية
1 / 3
مقدمة
إنَّ الحمدَ لله، نحمدُهُ ونستعينهُ، ونستغفرهُ، ونعوذُ باللهِ من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢].
﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: ١].
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٧٠].
أما بعد:
فالحمد لله الّذي شرح صدورَ أهلِ الإسلامِ للسُّنَّة؛ فانقادتْ لاتباعها، وارتاحتْ لسماعِها، وأماتَ نفوسَ أهلِ الطغيانِ بالبدعةِ، بعدَ أنْ تمادتْ في نزاعِها، وتغالتْ في ابتداعِها، وأشهدُ أنْ لا إله إلّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، العالمُ بانقيادِ الأفئدةِ وامتناعِها، المطلعُ على ضمائرِ القلوبِ في حالتَي افتراقِها واجتماعِها، وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه الذي انخفضتْ بحقِّه كلمةُ الباطلِ بعد ارتفاعِها، واتصلتْ بإرسالِه أنوارُ الهدى وظهرتْ حجَّتُها بعد انقطاعِها، ﷺ ما دامتْ السَّماءُ والأرضُ هذه في سُمُوَّها، وهذه في اتساعِها، وعلى آله وصحبِه الّذين كسرُوا جيوشَ المردَةِ وفتحُوا حصونَ قِلاعِها، وهجروا في محبَّةِ داعِيهم إلى
1 / 5
اللهِ الأوطارَ والأوطانَ ولم يعاوِدوها بعد وداعِها، وحفظوا على أتباعِهم أقوالَه وأفعالَه وأحوالَه حتّى أمِنَتْ بهم السُّننُ الشَّريفةُ من ضياعِها (^١).
فهذا كتاب «بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد» للقاضي عياض بن موسى اليحصبي (ت: ٥٤٤ هـ) أعيد تحقيقه بعد ما طبع من قِبلِ وزارة الأوقاف المغربية ١٩٧٥ م، وقد كان على هذه الطبعة كثيرٌ من المؤاخذات، ثم طُبع طبعة أخرى من قبل دار أضواء السلف المصرية سنة ٢٠٠٨ م اتّبعت في ضبط نصها الطبعةَ المغربية حذو القذة بالقذة وقد قابل محققُها سعد عبد الغفار علي المطبوعة على نسخة خطية مكتوبة في القرن الحادي عشر الهجري وقد وقع- في نسخته هذه كما ذكر في مقدمة طبعته (ص: ١٣) - كثير من التصحيفات والسقط، فاستدرك ذلك من النسخة المطبوعة! فلم يُستفد من عمله في ضبط نص المؤلف شيء غير أنه زين طبعته ببعض التخريجات، والتوثيقات وفاته الأكثر منها.
ثم إني وقفت على نسخ خطية لم تعتمد في الطبعتين فأحببت أن أخرج الكتاب إخراجًا علميًّا أراعي فيه ضبط نص الكتاب ضبطًا متينًا بحيث يخرج إلى أقرب صورة أرادها مؤلفه ﵀، ثم خدمته في الحواشي بتخريج أو توثيق أو تعليق.
ومن ثم، فكان النقد أثناء عملي في الكتاب للطبعة المغربية ولم أشر لطبعة أضواء السلف لَمَّا رأيتها تابعة لها فكان الأصل أولى من الفرع بالتعليق.
_________
(^١) مقتبس من مقدمة الحافظ ابن حجر العسقلاني لكتاب «فتح الباري» (١/ ٣).
1 / 6
ترجمة القاضي عياض ﵀ -
اسمه ومولده ونشأته:
هو أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرون بن موسى بن عياض اليَحْصُبِي السَّبتْيّ المالكي، القاضي، الإمام، المجتهد، المحدث، الحافظ، الفقيه، الأصولي، المفسر، المؤرخ، اللغوي، الأديب، الشاعر، العالم، العامل، المجاهد، علامة المغرب، وأحد آحاد الزمان (^١).
يقول ابن بشكوال: كتب إلي القاضي أبو الفضل بخطه يذكر أنه ولد في منتصف شعبان من سنة ستٍّ وسبعين وأربع مائة (^٢).
قال ابنه القاضي أبو عبد الله: «نشأ أبي على عفَّةٍ وصيانة، مرضي الحال، محمود الأقوال والأفعال، موصوفًا بالنبل والفهم والحذق، طالبًا للعلم، حريصًا عليه، مجتهدًا فيه، معظَّمًا عند الأشياخ من أهل العلم، كثير المجالسة لهم، والاختلاف إليهم، إلى أن برع أهلَ زمانِه، وساد جملةَ أقرانه؛ فكان من حفاظ كتاب الله تعالي، مع القراءة الحسنة ... والحظ الوافر من تفسيره وجميع علومه؛ وكان من أئمة الحديث في وقته، أصوليًّا متكلمًا، فقيهًا، حافظًا للمسائل، عاقدًا للشروط، بصيرًا بالأحكام، نحويًّا، ريّان من الأدب، شاعرًا مجيدًا، كاتبًا بليغًا،
_________
(^١) ينظر: بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس (ص: ٤٣٧)، وإنباه الرواة على أنباه النحاة (٢/ ٣٦٣)، وسير أعلام النبلاء (٢٠/ ٢١٢)، وتاريخ الإسلام (١١/ ٨٦٠)، والديباج المذهب (٢/ ٥٢)، والأعلام للزركلي (٥/ ٩٩)، ومنهجية فقه الحديث عند القاضي عياض في إكمال المعلم بفوائد مسلم، الحسين بن محمد شواط (١٢٦ - ١٢٧) وقد استفدنا من كتابه في ترجمة المؤلف كثيرًا فقد أجاد وأفاد.
(^٢) الصلة في تاريخ أئمة الأندلس (ص: ٤٣٠).
1 / 7
خطيبًا، حافظًا للغة والأخبار والتواريخ، حسن المجلس، نبيل النادرة ... بلغ في التفنن في العلوم ما هو مشهور، وفي العالم معلوم» (^١).
طلبه للعلم ورحلاته العلمية:
أخذ العلم عن أشياخ بلده سبتة، كالقاضي أبي عبد الله بن عيسي، والخطيب أبي القاسم، والفقيه أبي إسحاق بن الفاسي، وغيرهم. ثم رحل إلى الأندلس وكان خروجه من سبتة يوم الثلاثاء منتصف جمادى الأولى سنة سبع وخمس مائة فوصل إلي قرطبة؛ فأخذ بها عن ابن عتَّاب، وابن حمدين، وابن الحاجِّ، وابن رشدٍ، وأبي الحسين بن سِراجٍ، وأبي الحسن بن مغيثٍ، وأبي القاسم بن النَّحاسِ، وأبي بحر الأسديِّ، وأبي القاسم بن بقيٍّ، وأبي الوليد هشام بن أحمد بن العوادِ، وغيرهم من أعلام قرطبة (^٢).
ثم خرج من قرطبة إلى مرسية يوم الإثنين لخمس بقين من المحرم، سنة ثمان من التاريخ ... وفي مرسية سمع على الصدفي الصحيحين، والمؤتلف والمختلف، ومشتبه النسبة لعبد الغني، والشهاب للقُضاعيِّ، وغير ذلك؛ وكتب عنه فوائدَ كثيرةً، وعارض بأصوله، وأجاز له جميع رواياته (^٣).
ولقي في رحلته هذه جماعةً من أعلام الأندلس، وأجازه أبو علي الجَيَّانيُّ، وشُريح، وابن شبرين، وغيرهم من أعلام غرب الأندلس؛ وأجازه أيضًا أبو جعفر ابن بشتغير، وابن الأدقر، وأبو زيد بن منتال، وغيره من أعلام شرق الأندلس (^٤).
_________
(^١) أزهار الرياض في أخبار عياض (٣/ ٧ - ٨).
(^٢) السابق (٣/ ٨).
(^٣) السابق (٣/ ٩).
(^٤) السابق (٣/ ٩).
1 / 8
شيوخه الذين أخذ عنهم (^١):
تتلمذ القاضي عياض على عدد وافر من الشيوخ ذوي تخصصات علمية مختلفة، انتقى منهم مائة ضمنهم في فهرسة شيوخه التي سماها: «الغنية» ذاكرًا تخصُّصَ كلٍّ منهم، وجملة ممَّا معه أو قرأه عليه، وإجازاتهم ومكاتباتهم ومناولاتهم له، وسرد ابنه محمد أسماءهم في فصل من كتاب: «التعريف بالقاضي عياض»، وترجم صاحب «أزهار الرياض» لجميعهم في فصل من كتابه سماه: «روضة البهار في ذكر جملة من شيوخه الذين فضلهم أظهر من شمس النهار».
أبرز شيوخ القاضي عياض:
(أ) شيوخه في سبتة:
منهم من كان من أهلها ومنهم من وفد عليها وسكنا، ومنهم من عبر بها:
* من كان من أهلها، وهم كثيرون، منهم:
محمد بن عيسى التميمي، أبو عبد الله (ت: ٥٠٥)، الحسن بن علي التَّاهَرْتِيُّ، أبو علي (ت: ٥٠١).
* من وفد إلى سبتة وسكنها، وهم جماعة، منهم:
الحسن بن عبد الأعلى الكَلاعِيّ (ت: ٥٠٥)، ومحمد بن عمر الزَّبِيديّ (ت: ٥٠١).
* ومن شيوخه في سبتة ممن عبر بها فاغتنم القاضي تلك الفرصة واستفاد منه، وهم كثيرون، منهم:
سهل بن علي النيسابوري، أبو نصر (ت: ٥٣١)، وعلي بن أحمد الربعي المقدسي (ت: ٥٣١).
_________
(^١) منهجية فقه الحديث: ص ١٣٩ - ١٤٥، بتصرف.
1 / 9
(ب) شيوخه الأندلسيون:
لقد كثر شيوخ عياض من مختلف مدن الأندلس، وأفاد من كثير منهم عند اجتيازهم بسبتة، ثم رحل خصيصًا للالتقاء بمن لم يدخل بلده منهم، أو دخلها ولم ينل هو كامل بغيته منه لبعض العوارض، ومن أشهر هؤلاء الشيوخ وأكثرهم أثرًا في تكوين القاضي عياض العلمي:
الحسين بن محمد الصدفي، المعروف بابن سُكَّرة (ت: ٥١٤)، وعبد الرحمن بن محمد بن عتاب الجذامي، أبو محمد (ت: ٥٢٠)، ومحمد بن أحمد بن رشد، أبو الوليد (ت: ٥٢٠).
(ج) شيوخه بالإجازة:
لقد عُني القاضي عياض باستجازة أعلام عصره من العلماء الذين لم يستطع الارتحال إليهم، وبخاصة المشارقة؛ لتوسيع دائرة مروياته، وتكميل تكوينه العلمي، وبلغ عدد شيوخه بالإجازة عشرين عالما من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، منهم:
أحمد بن محمد السِلفي الأصبهاني، أبو طاهر نزيل الإسكندرية (ت: ٥٧٦)، والحسين بن محمد الغَسَّاني الجَيَّانيّ، أبو علي (ت: ٤٩٨)، وعلي بن المُشَرَّف الأَنْمَاطِيّ الإسكندراني، أبو الحسن (ت: ٥١٩)، ومحمد بن علي المازري، أبو عبدالله (ت: ٥٣٦).
تلاميذه الذين أفادوا منه (^١):
كثر تلاميذ القاضي عياض من الأندلسيين والمغاربة، بحيث لا نكاد نجد أحدًا من أهل الطبقة التي تلت عياض في تلك الديار إلا وقد تتلمذ عليه، ومن أشهرهم:
_________
(^١) منهجية فقه الحديث: ص: ١٥١ - ١٥٣، بتصرف.
1 / 10
إبراهيم بن يوسف المَرّيّ، المعروف بابن قُرْقُول (ت: ٥٦٩)، وأحمد بن عبدالرحمن الصقر، الأنصاري الخزرجي (ت: ٥٦٩)، وخَلَف بن عبد الملك بن بَشْكَوال (ت: ٥٧٩)، وعبد الرحمن بن أحمد الأزدي المعروف بابن القصير (٥٧٥)، وعبد الرحمن بن محمد الأنصاري، المعروف بابن خُبيش (ت: ٥٨٤)، وعبد الرحيم بن عيسى الأزدي (ت: ٦٠٦)، عبد الله بن أحمد العَبْدَريّ، المعروف بابن أبي الرِّجَال (٥٦٦)، محمد بن حسن بن عطية، المعروف بابن غازي (ت: ٥٦٠)، ومحمد بن خير الأموي، أبو بكر الأشبيلي (ت: ٥٧٥)، ومحمد بن سعيد الأنصاري الإشبيلي، المعروف بابن زَرْقُون (ت: ٥٨٦)، وغيرهم الكثير.
الوظائف التي شغلها:
وُليَّ قضاء سبتة مرتين الأولى سنة خمس عشرة وخمس مائة، والثانية في آخر عام تسعة وثلاثين وخمس مائة، كما تولى قضاء غرناطة في عام أحد وثلاثين وخمس مائة (^١).
آراء العلماء فيه، وثناؤهم عليه:
أثنى عليه الكثير من شيوخه (^٢):
كان شيخه محمد بن علي بن حمدين (ت: ٥٠٨) أجل رجال الأندلس وزعيمها في وقته يقول له: «... يا أبا الفضل إن كنت تركت بالمغرب مثلك».
وقال شيخه عبد الله بن محمد الخشني (ت: ٥٢٦) - شيخ فقهاء وقته بشرق الأندلس- «ما وصل إلينا من المغرب أنبل من عياض».
وقال له القاضي أبو علي الصَّدَفِيُّ (ت: ٥١٤) - وقد كان مختبئًا هروبًا من منصب القضاء، ثم أعفي منه- «لولا أن الله يسر خروجي بلطفه، لكنت عزمت
_________
(^١) أزهار الرياض (٣/ ١٠ - ١١).
(^٢) السابق (٣/ ٩).
1 / 11
أن أُشعِرَك بموضع يقع عليه الاختيار من بلاد الأندلس، لا يؤبه لكوني فيه، فتدخل إليه، وأخرج مختفِّيًا إليه بأصولي، فتجد ما ترغب، لما كان في نفسي من تعطيل رحلتك، وإخفاق رغبتك.
آراء العلماء فيه:
قال الحافظ ابن كثير: «كان إماما في علوم كثيرة كالفقه واللغة والحديث، والأدب، وأيام الناس» (^١).
وقال الإمام إبراهيم بن علي بن فرحون (ت: ٧٩٩): «كان عالما بالتفسير وجميع علومه» (^٢).
وقال ابن خلكان وابن فرحون: «كان إمام وقته في الحديث وعلومه» (^٣).
وقال الحافظ الذهبي: «الإمام العلامة الحافظ الأوحد شيخ الإسلام القاضي أبو الفضل ... استبحر من العلوم، وجمع وألَّف وسارت بتصانيفه الركبان، واشتهر اسمه في الآفاق» (^٤).
وقال ابن العماد: «وبالجملة فإنه كان عديم النظير، حسنة من حسنات الأيام، شديد التعصب للسنة والتمسك بها ...» (^٥).
وقال السيوطي: «... وكان إمام أهل الحديث في وقته، وأعلم الناس بعلومه، وبالنحو، واللغة وكلام العرب، وأيامهم وأنسابهم» (^٦).
_________
(^١) البداية والنهاية (١٦/ ٣٥٢).
(^٢) الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب (٢/ ٤٧).
(^٣) وفيات الأعيان (٣/ ٤٨٣)، والديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب (٢/ ٤٧).
(^٤) سير أعلام النبلاء (٢٠/ ٢١٢ - ٢١٤).
(^٥) شذرات الذهب في أخبار من ذهب (٦/ ٢٢٧).
(^٦) طبقات الحفاظ للسيوطي (ص: ٤٧٠).
1 / 12
قال الوزير لسان الدين بن الخطيب يمدح سبتة وعالمها القاضي عياض (^١):
حُييتَ يا مُخْتَطَّ سَبْتِ بن نوح ... بكل مُزْن يَغْتدِي أو يرُوحْ
مَغْنَى أبي الفضلِ عياضِ الذي ... أضحتْ بِرَيَّاهُ رياضُ تفوح
وقال شهاب الدين المقري (^٢):
فهو الإمام الذي سارت مآثرُه ... في الشرق والغرب سيرَ الشمس والقمر
وكم له من تآليفٍ قد اشتهرَت ... بكل قُطْر فسَلْ تُنْبيك عن خَبَر
مؤلفاته (^٣):
أسهم القاضي عياض بتسعة وعشرين كتابا أثرى بها المكتبة الإسلامية، في كثير من العلوم نذكر أهمها:
* مصنفاته في الحديث وعلومه:
١ - إكمال المعلم بفوائد مسلم.
٢ - بغية الرائد فيما ورد في حديث أم زرع من الفوائد وهو كتابنا هذا.
* شرح غريب الحديث:
١ - مشارق الأنوار على صحاح الآثار.
٢ - غريب الشهاب (مفقود).
* التراجم والرجال:
١ - أخبار القرطبيين (مفقود).
٢ - ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك.
_________
(^١) ينظر: أزهار الرياض (١/ ٢٩).
(^٢) السابق (١/ ١٢).
(^٣) منهجية فقه الحديث: ص: ١٥٤ - ١٦٢، بتصرف.
1 / 13
٣ - الغنية (وهي فهرسة شيوخ القاضي عياض).
٤ - المعجم في ذكر أبي علي الصدفي وأخباره وشيوخه.
* الفقه:
١ - أجوبة القرطبيين (مفقود).
٢ - الأجوبة المحبرة عن المسائل المتخيرة (مفقود).
* العقيدة: السيف المسلول على من سب أصحاب الرسول (مفقود).
* في السيرة النبوية:
١ - اختصار كتاب شرف المصطفى.
٢ - الشفا بتعريف حقوق المصطفى
أشعاره:
كتب إلي أبي طاهر السِلَفيّ يستجيزه (^١):
أبا طاهر خُذها على البُعدِ والنَّوَى ... تحية مشتاق لذكراك شَيِّق
يقول في قرية بَلْيونش:
بَليونش جَنّة ولكنْ ... طريقها يقطع النياطا
كجنّة الخُلْد لا يراها ... إلا الذي جاوَز الصِّراطا
وفاته:
توفي بمراكش يوم الجمعة سابع جمادى الآخرة، وقيل في شهر رمضان سنة أربع وأربعين وخمسمائة، ﵀، ودفن بباب إيلان داخل المدينة (^٢).
_________
(^١) أزهار الرياض (٣/ ١٧١).
(^٢) وفيات الأعيان (٣/ ٤٨٥).
1 / 14
اسم الكتاب ونسبته إلى القاضي عياض
لا شك في نسبة الكتاب للقاضي عياض فما من إمام ترجم القاضي عياض وذكر مصنفاته إلا وقد ذكر من ضمنها كتابنا هذا، وكذا ذكره أصحاب الفهارس والأثبات، بالإضافة إلى نقولات الأئمة المصنفين عنه في كتبهم، والأمر أشهر من أن يستدل له، ويكفينا ذكر المؤلف نفسه أنه صنف هذا الكتاب في كتبه المختلفة، فقال في «إكمال المعلم»: «قد ألَّفنا كتابا في حديث أُمِّ زرع قديمًا كتابًا مفردًا كبيرًا، وذكرنا فيه وجميع زياداته، وبسطنا شرح معانيه اختلاف رواياته وتسمية رواته ولغاته، وخرجنا فيه من مسائل الفقه نحو عشرين مسألة، ومن غريب العربية مثلها، وهو كثير بأيدي الناس» (^١).
وقال في «المشارق»: «... وقد فصلنا الكلام والخلاف فيه في كتاب بغية الرائد لما تضمن حديث أم زرع من الفوائد» (^٢).
أما بالنسبة لاسمه، فقد اقتصر بعضهم على تسميته: «شرح حديث أم زرع» (^٣).
أما من سماه باسمه المعروف؛ فقد اتفقوا على الشطر الأول من اسمه: «بغية الرائد»، أما الشطر الثاني فقد اختلف فيه:
_________
(^١) إكمال المعلم (٧/ ٤٧١).
(^٢) مشارق الأنوار على صحاح الآثار (٢/ ٢٨٦).
(^٣) كذا جاء العنوان في النسخة (ب) لدينا وهي نسخة مكتبة بلدية الإسكندرية، وينظر: إنباه الرواة على أنباه النحاة (٢/ ٣٦٤)، تاريخ الإسلام (١١/ ٨٦١) النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة (٥/ ٢٨٦) طبقات الحفاظ للسيوطي (ص: ٤٧٠)، التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول (ص: ٨٣).
1 / 15
فقيل: «بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد» وعلى هذه التسمية أكثر المصادر، وهو أرجحها لا سيما أن ابنه محمد قد ذكره بها الاسم في كتابه: «التعريف بالقاضي عياض» (^١).
وقيل: «بغية الرائد لما تضمن حديث أم زرع من الفوائد»، وهي تسمية المؤلف نفسه في «المشارق» (^٢)، ومن الجائز أن تكون هذه التسمية هي الأولى، وتصحفت تضمنه إلى تضمن والله أعلم.
وقيل: «بغية الرائد فيما ورد في حديث أم زرع من الفوائد» (^٣).
وقيل: «بغية الرائد في معرفة ما في حديث أم زرع من الفوائد» (^٤).
وقيل: «بغية الرائد فيما في حديث أم زرع من الفوائد» (^٥).
_________
(^١) التعريف بالقاضي عياض (ص: ١١٧)، وينظر: الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب (٢/ ٤٩) طبقات المفسرين للداوودي (٢/ ٢٤)، وأزهار الرياض (٤/ ١٤٨ - ١٤٩)، سلم الوصول إلى طبقات الفحول (٢/ ٤٣٢) كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (١/ ٢٤٨) قطف الثمر في رفع أسانيد المصنفات (ص: ١١٣) هدية العارفين (١/ ٨٠٥) شجرة النور الزكية في طبقات المالكية (١/ ٢٠٥).
(^٢) مشارق الأنوار على صحاح الآثار (٢/ ٢٨٦).
(^٣) كذا جاء على عنوان النسخة (ت) التي جعلناها أصلًا، وهذه النسخة مجودة مصححة، ومقابلة، في آخرها سماعات بخط الحافظ المنذري ﵀.
(^٤) كذا جاء اسمه في فهرس الفهارس والأثبات للكتاني (٢/ ٨٠١).
(^٥) كذا جاء على العنوان النسخة (ل)، و(ك)، وكذا في النسخة (ع)، وهذه النسخة مجودة مصححة، ومقابلة، على أولها توقيع المؤرخ الشهير: ابن خلكان أبي العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر صاحب كتاب «وفيات الأعيان».
1 / 16
منهج المؤلف في الكتاب
رتب القاضي عياض شرحه لهذا الحديث ترتيبًا بديعًا، وساق كلامه على كل فِقرةٍ وكل كلمة سياقة تظهر مدى تمكنه من الجمع بين العلوم المختلفة من حديث وفقه وعلوم لغة وبديع وغير ذلك؛
- فساق في البداية أسانيده المختلفة لهذا الحديث.
- ذكر رواياته بعد ذكر الأسانيد، وقد ذكر في رواياته كل ما وقف عليه من ألفاظ مشهورة أو غريبة، وأحسبه قد تقصى جميع روايته.
- شرع بعد ذلك في تفسير الأسانيد وبيان الاختلافات فيها، وسوقِ كلام نقاد الحديث عليها وبيان وجه الترجيح فيها.
- عرف بالنسوة المذكورات في الحديث ومن أي قبيلة كانوا، ثم عرف بالقبيلة.
- عقد فصلًا في عربية ألفاظ الحديث.
- عقد فصلًا تكلم فيه فقه عن الحديث إجمالًا.
- عقد فصلًا في غريب الحديث ورتبه: غريب قول الأولى، ثم معناه، ثم غريب قول الثانية، ثم معناه ...
- ثم عقد فصلًا فيما يتعلق ببديع الكلام.
1 / 17
نقد الطبعة السابقة
الكتاب طبع من قِبَلِ وزارة الأوقاف المغربية: ١٣٩٥ هـ = ١٩٧٥ م بتحقيق ثلاثة من الأفاضل وهم: صلاح الدين بن أحمد الإدلبي، ومحمد الحسن أجانف، ومحمد عبد السلام الشرقاوي، وهذه النشرة عليها كثير من المؤاخذات- كما ذكرت ونجملها في النقاط التالية (^١):
أولًا: اعتمد محققو الكتاب على ثلاث نسخ خطية بالإضافة إلى نسخة مضروبة على الآلة الكاتبة قالوا: إنها ليست منسوخة من إحدى النسخ الثلاثة، أما النسخ الثلاثة المذكورة:
١ - نسخة موجودة بالخزانة الزيدانية من الخزانة المالكية بالرباط رمزوها بـ (ز) تاريخ نسخها ١١٨٣ هـ مكتوبة بخط مغربي جميل وتنفرد أحيانا بزيادات عن سائر النسخ وهذه الزيادات أثبتها المحققون في أصل النص رغم تأخر تاريخ نسخها، وتفردها عن باقي النسخ المعتمدة عندهم، بل والنسخ الخمسة المعتمدة عندي أيضًا -مع جودتها وتقدم تاريخ نسخها-.
٢ - النسخة الثانية عندهم موجودة بالخزانة الملكية بالرباط ورمزوها بـ (م) وتاريخ نسخها ٦٤٢ هـ وهي أقد النسخ لديهم غير أنها قد أكلت منها العثة بحيث لم تبق من بعض أوراقها سوى نصفها أو أكثر أو أقل في بعض الأحيان.
٣ - النسخة الثالثة موجودة بالخزانة الكتانية من الخزانة العامة بالرباط ورمزوها بـ (ك)، وهي نسخة مكتوبة بخط مغربي واضح لم يذكر ناسخها سنة
_________
(^١) ينظر ما يأتي في مقدمة تحقيق الطبعة المغربية في الصفحات: ز، ح.
1 / 18
كتابتها لكن يبدو أنها ليست قديمة، وليست مصححة ولا مقابلة كما ذكروا في مقدمة تحقيقهم للكتاب.
٤ - ثم النسخة المضروبة بالآلة الكاتبة وليس عليها تعويل.
مما سبق من عرضهم هذا نجد أن تعويلهم على النسخة المتأخرة التي فيها الزيادات عن باقي النسخ، وقد استخلصوا النص بطريقة التلفيق- كما ذكروا في مقدمتهم- فكان النص مشوَّهًا كثير التصحيفات، مضافًا إليه من عمل النساخ ما ليس منه، وقد حصرت الفروق بين طبعتي وطبعتهم فوجدتها زادت على ١٢٠ فرقًا انتخبت منها بعضها ووضعتها في جدول للبيان، وقد بينتها في مواضعها في المطبوع.
ثانيًا: لا يخفى على القارئ صعوبة ألفاظ هذا الحديث، ثم صعوبة ما يذكره القاضي عياض من شواهد وغيرها في أثناء الشرح؛ وكان ينبغي على المحققين الأفاضل أن يضبطوا النص بالشكل ولو ضبطًا إعرابيًّا، لكنهم لم يفعلوا ذلك فصارت في قراءة الألفاظ وضبطها صعوبة، ثم في قراءة العبارات وفهمها بالتبع صعوبة، وهذا ما تداركته في طبعتي بفضل الله، وقد ساعدني على ذلك أن ثلاثًا من النسخ التي اعتمدتها في التحقيق مشكولة شكلًا شبه تام.
ثالثًا: الكتاب محشود بالأحاديث والآثار والأقوال، محشود بالنقولات اللغوية والأدبية عن الأئمة المتقدمين، محشود بالشواهد الشعرية، والأمثال العربية، هذا بالإضافة لسوق المؤلف لروايات الحديث المشروح المختلفة، وأسانيده الصحيحة والمعلولة، وكل هذا لم يخرج ولا يوثق في الطبعة المغربية اللهم إلا أحاديث قلائل ذكروا تخريجها، فكان في خدمة النص إعواز شديد، وقد تدارك محقق طبعة أضواء السلف بعض ذلك وفاته الكثير.
1 / 19
جدول فيه بيان لبعض الأخطاء
والفروق بين طبعتنا والطبعة المغربية
الاستدراكات على الطبعة السابقة:
< table dir=rtl> النص في طبعتنا th> الطبعة المغربية th> ثنا أبو القاسِمِ حاتمُ ابنُ عبدِ الرحمنِ الطَّرابُلسيُّ td> ثنا أبو القاسِمِ حاتمُ بن محمد الطرابلسي td> عن هشامِ بن عُروةَ، أنَّها قالَت td> عن هشامِ بن عُروةَ، عن عائشة، أنَّها قالَت td> ولا سَمِينٍ فيُنْتقلُ td> ولا سَمِينٍ فيُتنقلُ td> وفي روايةٍ: «فَرْعَيَّ وَأُذُنَيَّ» td> وفي روايةٍ: أذنيّ وفرعيّ td> وَأَطِيطٍ، ودِيَاسٍ وَمُنَقٍّ td> وَأَطِيطٍ، ودائس وَمُنَقٍّ td> ومُخالفةٌ فرأينا مَساقَهُ td> ومُخالفةٌ فرأينا سياقه td> لَا سَهْلٌ فَيُرْتَقَى، وَلَا سَمِينٌ فينتقل td> لَا سَهْلٌ فَيُرْتَقَى، وَلَا سَمِينٌ فينتقى td> التَّفْسِيرُ: السند td> تفسير السند td> وخرَّجُوهُ في الصِّحاحِ td> وخرَّجهُ في الصِّحاح td> وقد وقعَ مفَسَّرًا عند غيرِ أبي عبدِ الرَّحمنِ td> وقد وقعَ مفَسَّرًا عن غيرِ أبي عبدِ الرَّحمن td> وفي روايةِ ابنِ الأنباريِّ قال عُروةُ td> وفي روايةِ ابنِ الأنباريِّ قال عُقبة td> وقرأتُ في كتُبِ بعضِ الأدباءِ td> وقرأتُ في كتابِ بعضِ الأدباء td> قالَتْ جارِيَتاك، وقالَتْ نِساؤُك td> قامتْ جارِيَتاك، وقامتْ نِساؤُك td> فيلزمُ إظهارُها في الجميعِ td> فيلزمُ إظهارُها في الجمع td> يَعْصِرْنَ السَّلِيطَ td> يَعْصونَ السَّلِيطَ td> وهُو جنسٌ بعدَ: أحدَ عشرَ td> وهُو جنسٌ بعدَ: إحدى عشرة td> يريدُ القلبَ td> يرير القلبَ td>
1 / 20
النص في طبعتنا | الطبعة المغربية | ||
---|---|---|---|
فتعدَّتْ تُهمتُنا | فتعلقتْ تُهمتُنا | ||
وأصلُهُ مبايَعَةُ الأُمراءِ | ومنه مبايَعَةُ الأُمراء | ||
يدَهُ إلى صاحِبِهِ بشَيئِه | يدَهُ إلى صاحِبِهِ بشَيئ | ||
وهي المِّدَّة التي تجتمع | وهي المادَّة التي تجتمع | ||
والأصلُ أنْ يكونِ هُنا | والأصح أنْ يكونِ هُنا | ||
مُخُّ السُّلامَى ومُخُّ العَينِ | مُخُّ السُّلامَى ومُخّ للعَين | ||
أخبثَ غثاثةً مِنَ الأنعامِ | أخبثَ غثاثةً في الأنعام | ||
ورفعُهُما، وخفضُهُما | ورفعُهُا، وخفضُهُا | ||
وأعْرَبُها عِندي | وإعْرَابُها عِندي | ||
لَا هُوَ سَهْلٌ، (أوْ لَا) | لَا هُوَ سَهْلٌ، أولا | ||
فيكونُ: «سهلٍ» خفضًا | فيكونُ: «سهلٍ» خفضٌ | ||
فيُتحمَّلُ في طلبِهِ واقتفائهِ | فيُتحمَّلُ في طلبِهِ وإنقائه | ||
ولم تهتِكْ حجابَ الصِّدقِ | ولم تهتِكْ حجابَ الصّون | ||
خِدَبٌّ يَضِيقَ السَّرْجُ عنهُ كَأَنَّمَا | خدف يَضِيقَ السَّرْجُ عنهُ كَأَنَّمَا | يَمُدَّ رِكَابَيْهِ مِنَ الطُّولِ مَاتِحُ | يَمُدَّ رِكَابَيْهِ مِنَ الطُّولِ مَانحُ |
قال أبُو بكرِ ابن الأنبارِيِّ: أرادتْ: أنَّ زوجِي | قال أبُو بكرِ الأنبارِيِّ: أرادتْ: أنَّ زوجِي | ||
وَأَطْرَافُ الرِّمَاحِ دَوَانِ | وَأَطْرَافُ الرِّمَاحِ دَوَائر | ||
أو لِمُناسبَةِ قولِها: أسِدَ في السَّجعِ | أو لِمُناسبَةِ قولِها: في السَّجع | ||
وخَجِل ووَجِل وعَمِر | وخَجِل ووَجِل وعَم | ||
فعرفتْ أنَّه نزِهُ الهمَّةِ | فعرفتْ أنَّه نزِيه الهمَّة | ||
حدَّثنا الهيثمُ بنُ كُلَيبٍ | حدَّثنا الهيثمُ بنُ كلَاب |
1 / 21