وثمرة الخلاف في كون الوصف قبل وجود المتعلق حقيقة أو مجازا، أن من قال: هو حقيقة، لم يفتقر إلى السمع ، ومن قال: هو مجازا افتقر إلى السمع، إذ لا يطلق علي الله تعالى من الأسماء إلا ما كان حقيقة([35]) أو ورد به أذن سمعي، والصحيح الأول، ومن هنا ارتفع إشكال ما يلزم من إيهام الذم، ويمكن التلفيق بين القولين بأنها إن كانت بالقوة فهي ثابتة في الأزل، لأنها بمعنى القدرة مثلا، وهي من صفات الذات ، وإن كانت بمعنى الفعل فهي ثابتة بعد أن لم تكن.
وأما لفظ الجواد ففيه نظر([36]) ، فقد قيل إنه لم يرد به إذن سمعي مع كونه مجازا.
وما ذكره السائل من قوله إن علم الله غير متناه فهل المعلومات غير متناهيه كالعلم أم لا؟وثمرة الخلاف في كون الوصف قبل وجود المتعلق حقيقة أو مجازا، أن من قال: هو حقيقة، لم يفتقر إلى السمع ، ومن قال: هو مجازا افتقر إلى السمع، إذ لا يطلق علي الله تعالى من الأسماء إلا ما كان حقيقة([35]) أو ورد به أذن سمعي، والصحيح الأول، ومن هنا ارتفع إشكال ما يلزم من إيهام الذم، ويمكن التلفيق بين القولين بأنها إن كانت بالقوة فهي ثابتة في الأزل، لأنها بمعنى القدرة مثلا، وهي من صفات الذات ، وإن كانت بمعنى الفعل فهي ثابتة بعد أن لم تكن. ¶ وأما لفظ الجواد ففيه نظر([36]) ، فقد قيل إنه لم يرد به إذن سمعي مع كونه مجازا. ¶ وما ذكره السائل من قوله إن علم الله غير متناه فهل المعلومات غير متناهيه كالعلم أم لا؟ ¶ ________________ ¶ ([35]) أي وتضمن مدحا ، وعند المرتضى عليه السلام ومن معه أنه لا يجوز إطلاق شيء من الأسماء لا حقيقة ولا مجازا إلابإذن سمعي، كما ذكروا ذلك وحججه في موضعه من أصول الدين .انتهى من شيخنا مجتهد العصر/مجد الدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى . ¶ ([36]) وجه النظر أنه مجاز فلا يصح إطلاقه قبل ورود السمع فلا يصح أن يفرض اتصاف الباري تعالى به في الأزل، وأما بعد ورود السمع فلا كلام في صحة إطلاقه لكنه خلاف مراد السائل فتأمل فمحط الإفادة في قوله مع كونه مجازا أي فإذا قد قيل بمنعه بعد ورود السمع فبالأولى قبله. انتهى نقلا من خط شيخنا الحافظ/ مجد الدين المؤيدي قدس الله سره.
التناهي من صفات الأجسام ، ولأن كل متناه محدود، وكل محدود جسم أوعرض والله يتعالى عن ذلك ، فمن هاهنا قيل إن علم الله غير متناه بخلاف المعلومات فإنها متناهية([37]) لوجوب الحكم بالمباينة بين ذات القديم وصفاته، وبين ذات المحدث وصفاته ، ومعنى تناهيها إحاطة علم الله تعالى بها لأنه يعلم الأمرين وشرطيهما، ويعلم ماكان وما سيكون، ويعلم مالم يكن لوكان كيف كان يكون ، فتبارك الله وتعالى وعز سلطانه عظمة وجلالا.
وهاهنا إشكال وهو أن يقال من جملة معلوماته تعالى ذاته الشريفة وقد قلتم إنها لا توصف بالتناهي فكيف جعلتم المعلومات متناهية؟.
وجوابه من وجهين :
أحدهما : أن يقال معنى تناهي المعلومات عدم غيبوبة شيء منها عن علمه ولا يلزم من هذا تناهي ذاته تعالى.
وثانيهما : أن يقال معنى قولنا: إن المعلومات متناهية منصرف إلى المحدثات فلا تدخل ذاته تعالى في لفظ الجمع ، وأما باقي المعلومات فيجب أن يكون الله تعالى بخلافها وهو معنى المباينة بين القديم والمحدث التي هي حقيقة التوحيد، كما قال الوصي عليه السلام: (باينهم بصفته ربا كما باينوه بحدوثهم خلقا).
Bogga 22