281

Bismarck

بسمارك: حياة مكافح

Noocyada

وإذا ما أبدت ربيكا الصغيرة تمردا عاملها كما يعامل ابنة مدللة، وأخذ يضحك من حيلها وغناجها، وإذا ما أخذت فلورا «تركض في الردهة كالمجنونة»، وإذا ما أخذ سلطان يكدر صفو الحديث، لم يتعرض لهما أحد، وإذا ما تذمر من محادثة رسمية سكن أعصابه بمداعبة عنق الكلب الحريري الرابض بين ركبتيه، وفي فردريكسروه تنتظره الكلاب صابرة تحت مائدته، وهنالك تبصر رءوسها الكبيرة مستندة إلى مخالبها الأمامية، وهنالك تبصرها ناظرة إلى سيدها، وبسمارك حينما ينهض فيمسك عصاه السنديانية تجتمع كلابه حوله مبصبصة

5

عارفة أنه ذاهب إلى الغاب مرافقة إياه، وحنة حينما تشكو المنجد إليه لصنعه الستائر طويلة جدا يقول الأمير بسمارك له إنه عمل صالحا؛ فالآن تجد الكلاب شيئا ناعما تنبطح عليه، ويتردد بسمارك ذات مرة بين قضائه الصيف في غاستن وبقائه في المنزل فيقرر سلطان الأمر، فسلطان كان مريضا ولم يكن من حسن الصحة ما يقدر به على السياحة، ومما يقع أن يكون ضيوفه كونتات من ذوي الذوق الرفيع فيكرهون وهم حول المائدة ما يكون من إحضاره قطعا كبيرة من اللحم ليرميها إلى الكلاب في وسط حجرة الطعام.

وينتفع بسمارك بهؤلاء الخلصاء في حياته الرسمية انتفاعه بأي شيء آخر، فهذه الكلاب تريد ما يأتيه من السحر، والسحر من مواهبه الطبيعية التي يتعهدها، ويعرف القطب السياسي الخطير بسمارك مقدار ما يتفق له من تأثير عندما ينهض ليرحب بزائر، فيثب كلباه الدانيماركيان الكبيران ليكونا بجانبه أينما وقف، ويعتمد بسمارك على غرائز كلابه قائلا إنها أذكى من الخيل، ويصاحب سلطان خوليا

6

جديدا بعد أن يشتم هذا الرجل ويضع رأسه على ركبتيه فيرضى بسمارك به قائلا: «أقدر معرفة كلبي للخلق البشري؛ فكلبي أشد مني حيوية وأبعد مني غورا في هذه الناحية ... فأهنئك!»

وما كان بسمارك ليغفر لمليكه وضعه تجاه كلابه، وبيان الأمير أن قيصر روسية كان مغرما بالكلاب فامتدح، في أثناء محادثته خاله ولهلم، تيراس بعد أن تعرف به منذ هنيهة، فأبدى الإمبراطور بأدب رغبته في مشاهدة هذا الكلب، «فيؤتى بتيراس، ويحسن هذا الكلب تصرفه، وهنالك يقول الإمبراطور، إن الكلب جميل، ولكن من الخسر أن يكون أصلم

7

كالجراء!»

8

Bog aan la aqoon