Bisat
كتاب البساط
Noocyada
وذلك فقول الله جل ذكره :?فأين تذهبون إن هو إلا ذكر للعالمين? الى آخر السورة ، وقوله : ?إن هذه تذكرة فمن شاء أتخذ الى ربه سبيلا وماتشآؤن إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما? ولهذه الآيات تأويل غير ماذهبوا اليه ، وضلوا بقوله وحملوه على لكنتهم وذلك ان الله سبحانه قال فيما أنزل من كتابه الحكيم الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه :?إن هو إلا ذكر للعالمين لمن شاء منكم أن يستقيم وماتشاون? الإستقامة بعد الذكر حتى يشاء الله ذلك منكم ويأمركم به.
وكذلك قوله تعالى ذكره في الآية الأخرى :?إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا? فدل أيضا بهذه الآية على مشيئة التخلية والإختيار ثم قال: وماتشآون أن تتخذوا الى ربكم سبيلا بهذه السورة التي هي تذكرة لكم حتى شاء الله ذلك منكم قبلكم وأمركم به ، وهذا فبين لمن لم يطبع على قلبه والحمد لله.
وقد يجوز أيضا أن يكون جل ذكره أراد بقوله :?وماتشآون إلا أن يشاء الله? ماتكونون ممن له مشيئة وإرادة حتى شاء الله ذلك ، وكل هذا فخبر صحيح المعنى والله مشكور.
Bogga 82