Bilowgii Masraxa Diiwaangelinta ee Masar
بداية المسرح التسجيلي في مصر: مسرحية الأزهر وقضية حمادة باشا نموذجا
Noocyada
أيها السادة الأفاضل!
هذه هي المرة الثانية التي أفتخر بأني وقفت هذا الموقف في هذا المكان خطيبا فيكم مخلصا لكم متألما مما أنتم منه تتألمون؛ لأنني أزهري قديم كما أنتم أزهريون.
منذ ثماني سنوات وأنا أكتب منبها ولاة الأمور إلى وجوب إصلاح إدارة الأزهر حتى يسود النظام الصحيح، وطالما أرشدت بكتاباتي إلى تلاشي الخلل الذي كان يتخلل إدارة الأزهر؛ محذرا أولي الحل والعقد من استفحال خلل الإدارة خشية غضب رجال العلم واعتصابهم.
وها هو قد وقع ما خشيته وحذرت ولاة الأمور منه مما أبهر العقول.
أيها الأفاضل؛ إنكم باستعمالكم الحكمة في مظاهرتكم السلمية، وباتخاذكم طريق السكينة في سيركم منذ اعتصبتم عن الحضور في حلقات الدروس قد برهنتم بأنكم رجال عقلاء تطالبون بحقوق شرعية؛ يجب أن تنالوها وتحصلوا عيها.
طرحتم قضيتكم أمام محكمة الرأي العام للحكم فيها فاشرأبت الأعناق إليكم.
وارتفعت أصوات الأمة كلها معكم، وحزتم استحسان العموم الذي هو صدور محكمة الرأي العام لصالحكم بأنكم قوم عقلاء، عن حقوقكم تبحثون، وللوصول إليها عاملون.
إن قضيتكم هذه أيها الأفاضل!
أصبحت الشغل الشاغل للأعيان والذوات وولاة الأمور وجميع المسلمين، حيث إنها في الحقيقة قضية دينية؛ لأن مسلمي القطر المصري يعلمون أن الأزهر الشريف هو المعهد الديني الكبير الذي يحفظ الدين، وبارتفاع شأنه وشأن رجاله يرتفع شأن الشريعة المحمدية الطاهرة.
الدين أصبح في بلاده غريبا؛ وسبب ذلك تفريط أهله السالفين ، وعدم قيامهم في وجه الذين مسوا حقوقه. فرط أهل الدين فيه فاستهان به وبهم أعداؤه كما لا يخفى.
Bog aan la aqoon