فهزت رأسها وقالت في حيرة: لا أحب هذه الحياة المليئة بالمخاوف. - ولكن ينبغي أن نتقابل.
فتفكرت مليا ثم تساءلت: لماذا؟
فنظر إليها في دهشة ثم قال: كي .. كي نتقابل!
فقالت بقلق: لا .. لا .. لست لهذا! - أليس لدينا ما نقوله؟ - لا أدري. - لدي الكثير. - فما هو؟ - ستعلمينه في حينه؛ ليس لدي الآن متسع من الوقت.
فساورها الشك حينا ثم قالت وقد تورد وجهها: قلت لك إني لست من أولئك الفتيات!
فقال الشاب بلهجة تنم عن الأسف: يا سلام يا ست نفيسة! أنا رجل سوق وأفهم الناس!
فداخلها الارتياح، وإن تساءلت لماذا لا يقول الكلمة التي تتلهف على سماعها ويريح قلبها؟ وعاد وهو يسأل: هل نتقابل إذن يوم الجمعة القادم؟
فترددت قليلا ثم غمغمت: إن شاء الله.
وعادت إلى البيت كثيرة الفكر. هذا بدء الحب الذي طالما تلهفت عليه، نفض قلبها الغبار عن جوهره، ودبت فيه حياة مفعمة بالنشوة والحرارة والأمل. كل هذا حق، بيد أنها قلقة متحيرة لا تدري شيئا عما يمكن أن يتمخض عنه ، ولا عما يمكن أن يقابل به نبؤه في أسرتها!
24
Bog aan la aqoon