Bayruut Wa Lubnaan

Maruun Cabud d. 1381 AH
160

Bayruut Wa Lubnaan

بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن

Noocyada

3

فلم يشكوا بعد ذلك في أنها غرماء التاجر اليوناني صاحب الدعوى، فدعي إلى السراي حيث أنبئ بالاهتداء إلى سارقيه، وشاء الوالي أن يتأكد ذلك بنفسه، فامتطى جواده واستصحب التاجر ليرى بعينيه أشلاء بضاعته.

وسار التاجر وهو لا يدري إلى أين - مع الحاكم - واستغرب هذه النزهة. ولما انتهيا إلى شط البحر، ذهب بعض دهشته عندما وقف أمام مغارة عميقة، فظن أن السارقين يختبئون فيها، وأن الوالي قد استصحبه ليريه غرماءه. وكم كانت دهشته عظيمة عندما أروه أكداسا كبيرة من البزور وقالوا له: هذه هي الآثار الدالة على السرقة، وهنا يسكن مرتكبوها.

فصاح اليوناني مستغربا: ولكن أين هم؟

فأجابوه: في كل مكان من هذه المغاور العميقة، إنهم مختفون في ثناياها وأخاديدها.

ولما كشفوا له عن سر الحادث، خاف التاجر وظن المغارة مرصودة ... وظل مدة طويلة لا يصدق ما حدث، ولكنه صدق بعد حين أن الخفافيش هي التي سرقت بضاعته، بعد أن رأى بعينيه آثارها؛ رأى منها كمية كبيرة لا تزال باقية ، ففهم للحال أن الحادثة ليست صعبة التصديق، ولا سيما إذا عرفنا أن الجرذان المنتشرة في مدينة بيروت انتشارا هائلا لا تتأخر عن نجدة زميلاتها ذوات الأجنحة في مثل هذه الغزوة، فهما حلفان في محاربة تجار الثغر.

إن الثمرة الأكثر شيوعا في بيروت هي ثمرة تين برباريا التي تسمى في أفريقيا التين المسيحي؛ فهذا المحصول هو أحد عناصر الغذاء الهام عند جميع السكان بوجه عام، وعلى الأخص عند الفقراء الذين يجعلونه غذاءهم الوحيد ويعيشون عليه طوال الصيف كله.

إن كمية الصبار الكثيرة التي تنمو في هذه البلاد لم تحمل السوريين على التفكير في تعميم دودة القرمز عندهم؛ فهم يكتفون من هذه النباتات بفائدة ثمارها، فما لهم ولأوراقها، وحسبهم منها فائدة أخرى، وهي أن يحيطوا بها بساتينهم فتكون لها خير سياج؛ نظرا لأشواكها الحادة التي تتسلح بها.

كثيرا ما نجد في الجبل مناجم فحم حجري مطمورة في الأرض، وقد كانت تصلح للمصانع الكبيرة لولا زيادة الحامض الكبريتي فيها. قال لي إبراهيم باشا إن استخراجه هذا الفحم في المدة الأخيرة كان يكلفه من الثمن ما يعادل تكاليف الفحم الذي يأتيه من نيو كسل إلى الإسكندرية، ولكنه عندما استطاع أخيرا أن يستغني عن مهندس يدير العمل فقد عاد عليه بثمن أدنى. إن مناجم هذا الفحم تقع في البقعة الواقعة بين ميروبا وفالوغا.

4

Bog aan la aqoon