U Dhexeeya Diinta iyo Cilmiga
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
Noocyada
فقد بلغ بهما التسامح إلى حد أن يقولا بأنه من الممكن أن ينال الخلاص الأخروي، رجل يرى أن الجانب الآخر من الأرض مأهول بالناس والخلائق. غير أن العديد الأوفر من آباء الكنيسة قد أبدوا كثيرا من الشك في خلاص أولئك الذين يرون ذلك الرأي، على اعتبار أنهم فاسقون عن عهد الإيمان.
أما البطل الأعظم الذي تكثفت من حوله قوة الدفاع عن وجهة النظر الأورثوذكسية فكان القديس «أوغسطين»
Augustine
وعلى الرغم من أنه قد أظهر بعض الميل إلى الاعتقاد بكروية الأرض، فإنه حارب فكرة وجود أناس على الجانب الآخر منها حربا عوانا مستندا إلى القول بأن «التوراة لا تذكر من أبناء آدم سلالة كهذه.» ولقد مضى قانعا بأن الله القادر على كل شيء لا يسمح لأناس بأن يعيشوا في تلك البقاع؛ لأنهم لا يستطيعون أن يروا المسيح لدى عودته ثانية هابطا على الأرض من السماء مجتازا أطباق الهواء. غير أن أقوى ما لجأ إليه من البراهين، كان المزمور التاسع عشر، وما أيده من النصوص في الرسالة إلى الرومانيين وأنه لبرهان تنقل صداه من لاهوتي إلى لاهوتي خلال ألف كاملة من السنين، رجع إلى نص في ذلك المزمور يقول: «في كل الأرض خرج منطقهم وإلى أقاصي المسكونة كلماتهم.»
8
ومن ثم عمد - بأقصى ما أوتي من قوة - إلى حقيقة أن القديس «بولص»
st. Paul
قد بنى نظرية من أقوى نظرياته إقناعا، وأشدها بالألباب أخذا، على هذا النص عندما تكلم عن المبشرين بالإنجيل، وأنه أعلن بإيضاح تام في رسالته إلى الرومانين قائلا: «بلى إلى كل الأرض خرج صوتهم وإلى أقاصي المسكونة أقوالهم.»
9
وعلى هذا تجده يصرح في اعتقاد ويقين بأن هؤلاء المبشرين ما داموا لم يصلوا إلى مقر «الأنتيبو» فلا يمكن أن يكونوا موجودين على سطح الأرض. ويترتب على هذا أن يكون المؤيدون لهذا المذهب إنما يفترون على الملك داود وعلى القديس بولص، ومن ثم على الروح القدس. وعلى هذا يكون أسقف «هيبو»
Bog aan la aqoon