U Dhexeeya Diinta iyo Cilmiga
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
Noocyada
Secchi
الفلكي المعروف - وهو من اليسوعيين - هذه التجربة علنا في إحدى كنائس روما سنة 1852؛ أي بعد مضي مائتين وعشرين عاما على تلك الجهود التي بذلها اليسوعيون أنفسهم في سبيل أن تنصب لعنة الكنيسة على رأس «غاليليو» العظيم. (6) تراجع الكنيسة بعد انتصارها على غاليليو
إن كل تاريخ يكتب في انتصار علم الفلك على اللاهوت المذهبي لا محالة يكون ناقصا، ما لم يحط فيه كاتبه بتلك الانهزامات المتتالية التي انتابت الكنيسة متراجعة عن كل مواقفها السابقة في قضية «غاليليو».
إن تراجع أهل اللاهوت من البروتستانت لم يكن صعبا. فلقد كفاهم قليل من المهارة في تأويل التوراة، مع نزر يسير من الدقة في تطبيق تلك الحكمة المعروفة التي تنسب إلى الكردينال «بارونياس»
Baronaitls
حيث قال إنه ليس من شأن الإنجيل أن يعرف الناس حركات الأجرام السماوية كيف تسير، بل من شأنه أن يعرفهم كيف يسيرون هم إلى الملكوت السماوي، مضافا إلى ذلك استعمال بضعة من تلك الجمل الخطابية التي تتفجر بالرياء ضد الذين اضطهدوا رجال العلم وطاردوهم.
غير أن انهزام الكنيسة القديمة كان أشد مراسا وأصعب متناولا؛ فإن تراجع علماء اللاهوت الذين دافعوا عن الكنيسة مبررين أعمالها، قد استغرق قرنين كاملين.
وعلى الرغم من كل ما قال هؤلاء المدافعون، لم يبق ظل من الشك في أن عصمة البابا قد اتخذت في كل الحالات - وبلا استثناء - سلاحا مرهفا ضد القول بحركة الأرض المزدوجة. ولقد أظهرت المستندات التي حفظت في قضية «غاليليو» والتي طبعت أخيرا أن «بولص الخامس» قد ساعد في سنة 1616 - بكل ما أوتي من قوة وجهد - تلك الحركة التي رمت إلى لعن «غاليليو» واتهامه، ولعن كتب «كوبرنيكوس» وكل من يعلم مذهب دوران الأرض حول محورها ومن حول الشمس. وكذلك كان الحال في اتهام «غاليليو» سنة 1633، وفي كل الإجراءات التي أدت إلى ذلك الاتهام، كان «أربان الثامن» رجل الساعة وبطل الرواية. ولم يكن من المستطاع أن يحاكم «غاليليو» بغير إجازة منه.
حقيقة أن البابا لم يوقع القرار الذي صدر ضد نظرية «كوبرنيكوس» في ذلك الوقت. ولكن ذلك حدث فيما بعد، وفي سنة 1664 أضاف «الإسكندر السابع» إلى الفهرست الذي يحرم على المؤمنين كتب «كوبرنيكوس» و«غاليليو» - «وكل الكتب التي تؤيد نظرية دوران الأرض» - أمرا بابويا وقعه بنفسه يلزم قطيع الكنيسة الخضوع لما جاء في ذلك الفهرست. ولقد أيد هذا الأمر - بعبارات جلية وبكل ما تحتمل الألفاظ من معاني الحزم والشدة والعصمة من الخطأ - تحريم «كل الكتب التي تبرهن على دوران الأرض وثبات الشمس».
بهذا وبكثير غيره أصبح موقف الكنيسة الرئيسية دقيقا خطيرا، وكانت أول حركة ذات بال لجأ إليها المدافعون عن الكنيسة قولهم إن «غاليليو» لم يلعن ويتهم لأنه أيقن بدوران الأرض، بل لأنه أراد أن يؤيد هذا القول بنصوص من التوراة. وفي هذا القول قليل من عنصر الحق؛ فإنه من المحقق أن كتب «غاليليو» التي أرسل بها إلى «كاستللي» وإلى الغراندوقة «كريستين» والتي حاول أن يثبت فيها أن مذهبه الفلكي لا يعارض التوراة ولا ينافيها، قد أورى زناد التعصب الديني في قلوب رجال اللاهوت. ولقد أفادت هذه المراوغة زمانا ما في تحقيق الأغراض التي رمت عليها؛ فإن الثابت أن «ماليت دوبان»
Bog aan la aqoon