U Dhexeeya Diinta iyo Cilmiga
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
Noocyada
Bellarmin
أكبر مدافع عن الدين، وهو رجل من أعظم من أقلت الأرض من اللاهوتيين. كان معتدلا مخلص السريرة، واسع العلم ولكنه كان شديد الاقتناع بوجوب أن يوافق العلم نصوص الكتاب المقدس. أما الأسلحة التي تزود بها رجال من طابع «بيلارمين» وطينته، فأسلحة لاهوتية صرفة. وقفوا أمام العالم مظهرين ما يترتب على النتائج السوأى التي تؤثر في اللاهوت النصراني، إذا ما ثبت بالبرهان أن أجرام السماوات إنما تدور حول الشمس، ولا تدور من حول الأرض. وكان أعظم ما استندوا عليه من المعتقدات الدينية قولهم بأن ما يدعي «غاليليو» من صحة استكشافه يهدم كل ما تسند إليه النصرانية من فكرة الخلاص. وقرر الأب «ليكارز»
Lecarze
أن المذهب يغشى معتقد تجسد الأقنوم الثاني
8
بشكوك ممضة. وقال آخرون: «إنه يقلب أساس اللاهوت رأسا على عقب، فإذا كانت الأرض سيارا، وليست أكثر من سيارة بين سيارات عديدة تجوب الفضاء؛ إذن فلا يتفق أن يكون قد سخرت لها كل تلك الأشياء الكونية، مما يعتبر من دعامات المعتقد النصراني. وإذا كان هناك سيارات أخرى وكانت حكمة الله تقتضي أن لا يخلق من شيء عبثا؛ ترتب على هذا أن تكون تلك السيارات مأهولة. وهنا نتساءل كيف يمكن أن يكون أهلها قد تنسلوا عن آدم؟ وكيف يمكن أن يرجعوا بأصلهم الذين هم مدينون بوجودهم له إلى سفينة نوح؟ وكيف نعتقد بأن المسيح منقذ النوع الإنساني قد كفر عنهم؟» ولم يكن هذا الأسلوب قاصرا على لاهوتيي الكنيسة الرومانية، فإن «ميلانكوتون» وهو بروتستانتي، قد اتبعه في حملته على «كوبرنيكوس» ومدرسته.
وإلى هذه الكتلة اللاهوتية العظيمة تضاف قوة أخرى، ظلت ترسل على المذهب الجديد نارا تلظيها المتون اللاهوتية، والنصوص المنزلة.
غير أن نيران الحرب ما زالت تزداد تسعرا واحتداما، بعد أن اتخذ فيها من الأسلحة بعض ضروب تستحق أن نخصها بالعناية. تلك أسلحة من الهين أن نبحثها وأن نحيط بها علما؛ لأنك تراها أينما وليت وجهك في ميدان حرب صورع فيه العلم. ولكنها في ميداننا هذا قد استخدمت بطريقة جعلتها أرهف حدا وأمضى نصلا، منها في كل ميدان آخر. وما هذا السلاح المحدود الغراب سوى كلمتين: أولاهما كلمة «ملحد»، والأخرى كلمة «كافر بالله». كلمتان طالما وجهتا لكل إنسان حاول مرة في تاريخ الدنيا أن ينفع بني آدم من أية طريق وبأية وسيلة. أما الجدول الذي يحوي أسماء هؤلاء الكفرة الملحدين، فتنطوي دفتاه على أسماء أعظم من سارت به قدم من رجال العلم والمنقطعين للدرس والمستكشفين والعاملين على هناء الإنسانية. سدد ذلك السلاح القوي إلى صدور أمثال إسحق نيوتن وباسكال ولوك وملتون، وحتى إلى صدر فينيلون وهووارد.
لم يبق من البراهين التي أقامها الباحثون على وجود الله من برهان نقل في منازل البقاء ليصل إلى رجال الأعصر الحديثة، سوى ما أقام «ديكارت»
Dekeartes
Bog aan la aqoon