علامة شقوتي في الحب أني
ثقلت عليه لا من طول عشرة
فكأن للأنفس الطاهرة والقلوب الرحيمة دليلا منها على فتور المحبة قبل حصوله، أو أن للفتور أسهما دقيقة خافية تمس القلب متوالية عليه فتخدشه خدوشا يتصل بعضها ببعض، فتصير جرحا كبيرا. نعم، إن الرجل الأديب إذا أحس من نفسه بفتور المحبة حاول إخفاءه، وتمالك ما استطاع خوفا على المرأة التي لا تزال تحبه، أن يصيبها سهم الصدود، ولكنه ربما وقع غير مختار فيما يدل على فتور حبه، ولا يكاد يبين فترى منه عين محبة ما لا يراه سائر الناظرين.
إن العيون على القلوب شواهد
فبغيضها لك بين وحبيبها
وإذا تلاحظت العيون تفاوضت
وتحدثت عما تجن قلوبها
ينطقن والأفواه صامتة فما
يخفى عليك بريئها ومريبها
وإذا كان الأمر كذلك فيمن يحاول الكتمان ولا يجهر بالصدود والهجران، فما الظن بمن يصد جهرا ولا يلقي على الهجر سترا؟! ولا جرم أنه يصيب مهجة محبه بسهم ما لجرحه التئام، ويوقد في قلبه من اليأس نارا ذات ضرام، ولكثر ما تصيب هذه السهام قلوب النساء فتقطع منها أسباب الهناء والرجاء، وما يلزمهن في معرفة الإعراض والفتور غير كلمة أو إشارة مما يشف عن ذات الصدور.
Bog aan la aqoon