خامسا: إن الإخلاص لا يكفي في العمل حتى يكون متقبلا لأن (دين الإسلام مبني على أصلين: أن نعبد الله وحده لا شريك له، وأن نعبده بما شرعه من الدين، وهو ما أمرت به الرسل) (¬1) .
فشروط العمل الصالح المتقبل هي: أولا: الإخلاص.
وثانيا: متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - .
قال الفضيل بن عياض - رحمه الله -:"إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا؛ لم يقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل والخالص إذا كان لله عز وجل والصواب إذا كان على السنة" (¬2) .
وقال الإمام ابن كثير - رحمه الله - في "تفسيره"(1/572) عند تفسير قوله تعالى:
{ ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن } ]النساء:125[: ( { ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله } أي أخلص العمل لربه عز وجل فعمل إيمانا واحتسابا { وهو محسن } أي اتبع في عمله ما شرعه الله له وما أرسل به رسوله من الهدى ودين الحق، وهذان الشرطان لا يصح عمل عامل بدونهما أي يكون خالصا صوابا والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون متابعا للشريعة فيصح ظاهره بالمتابعة، وباطنه بالإخلاص فمتى فقد العمل أحد هذين الشرطين فسد... الخ).
والأدلة على هذين الشرطين كثيرة: فمن أدلة وجوب إخلاص العبادة لله قوله تعالى:
{ ومآ أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفآء } ]البينة:5[.
وجاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر؛ ما له؟.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : { لا شيء له } فأعادها ثلاث مرات، يقول له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
Bogga 10