Inta ka Haray Waqtigu Saacad
الباقي من الزمن ساعة
Noocyada
فقال أمين: إنك تملكين مليونا من الجنيهات!
قلبت المرأة عينيها في الوجوه ضاحكة وقالت: مليون! ما أملك إلا معاش جدكم الذي تتناقص قيمته كل طلعة شمس!
فقال شفيق: هذا البيت القديم يساوي اليوم مليونا بالكمال والتمام!
تراجع جذعها حتى التصق بمسند الكنبة ذات الغطاء الأخضر كأنما تلقت ضربة، وتمتمت بصوت مبحوح: البيت القديم!
وراحت كالمستغيثة تنقل بصرها من رشاد إلى محمد إلى منيرة ثم تساءلت بحدة: فيم تفكرون؟!
شعر محمد بأنه ينبغي أن يشترك في الحديث ليصد عنه أي مضاعفات، فقال برقة: ماما، معذرة، إنهم متأزمون، ويروحون عن أنفسهم بالشكوى!
فقالت بوجه متجهم: إني متألمة.
فقال بنبرة ملاطفة: معاذ الله، امنحينا بعض الصبر، لا بأس من شرح الفكرة، وأنت في النهاية صاحبة الحق المطلق في القبول أو الرفض، علم الله أنني كاره للحديث، ولكن هل يجوز أن نتجاهل أنات أبنائنا؟!
فقالت سنية بامتعاض شديد: سأصغي إليك وأنا كارهة!
فقال مستعينا بمهارته المهنية: عم تمخض تفكير الأولاد؟ يقولون إن الشركات الأجنبية تشتري الأراضي بأسعار خيالية، ويؤمنون بأنه يمكن أن نبيع بيتنا بمليون، لا عليك بعد ذلك أن تشتري شقة أو فيلا صغيرة مناسبة وأن تستثمري بقية المال في مشروعات تدر أرباحا محترمة، في الوقت نفسه تمدين الأحفاد بما يمكنهم من تأسيس حياتهم وتحقيق آمالهم، خاصة وأن معاشك لا خير فيه، وانتفاعك بالبيت قاصر على الإقامة المجانية، هذه هي الفكرة، وهي تستحق المناقشة، ولن يحملك أحد على قرار تأبينه.
Bog aan la aqoon