Balaghat Gharb
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
Noocyada
كل ما يجيئني منها أرمي به إليك مكوما دون تنضيده كباقة الزهر؛ فإني أهواك وأكاد أختنق من الحب، وقد شغفني هواك وجننت منه، وليس في الجهد احتمال أكثر من هذا، واسمك في قلبي كأنه في جلجل، وإني لأرتعد حينما يهتز الجلجل فيرن داخله اسمك.
لم أنس ذكراك ومحب لكل بادرة منك، وأذكر أنني في العام الماضي في اليوم الثاني عشر من شهر أيار رأيتك وأنت خارجة من البيت صباحا، وقد غيرت ترتيب شعرك الذي كنت أستضيء بسناه الساطع مثلما يحدق الإنسان ببصره إلى الشمس، فإنه يرى هالة ذهبية على كل ما يقع طرفه عليه.
روكسان (بصوت مضطرب) :
نعم، فإن هذا من فرط الحب.
سيرانو :
حقيقة فإن هذا الشعور الذي يغالبني لغيور مزعج، ولا مرية أنه ناشئ من الحب وبه كل أوصاف الحدة المحزنة، وفضلا عن ذلك فإنه ليس معجبا متكبرا.
ولو كان ينفعك أن أضم سعادتي وهنائي إلى نصيبك منهما ليكون لك سهم وافر لفعلته؛ لأني أسمع من بعيد ضحك ما تولد منهما مما ضحيته من حظي.
كل نظرة من نظراتك تحدث فضيلة جديدة وتعودني الجرأة، فهل فهمت الآن وصرت على بينة من الأمر؟ أتشعرين بروحي وهي صاعدة إليك في هذا الديجور؟ وإني لأحار في وصف جمال ليلتنا هذه؟ وإني أقص عليك كل هذا الحديث وأنت مصغية إلي، ولم يحم أملي القانع على أكثر من هذا، ولم يبق لي إلا أن أموت حيث بلغت غاية الغايات من الأماني والآمال!
وإن كلماتي لهي التي هزت منك الأعطاف بين هاتيك الغصون كورقة يحركها الهواء بين أوراق الخمائل، وقد شعرت بارتعادك وعلمت أنه وفق رغبتك إذ نمت أغصان الياسمين المتدلية بارتعاش يدك! (ثم يقبل وهو تائه طرف غصن متدل من الياسمين.)
روكسان :
Bog aan la aqoon