278

Bakaiyyat

بكائيات: ست دمعات على نفس عربية

Noocyada

الملكة والملك السابق؟

أوديب :

بل أنتم! سمعتم عن الجريمة وسكتم. لفقت وراء ظهوركم ورضيتم. قيل لكم: حتى لا تصدق النبوءة. أي إله قاس يحكم على طفل تعس؟ أي إله يقضي على رضيع في يومه الثالث؟ ألم يخطر ببالكم أن الآلهة لا ترضى بهذا الظلم؟ أن الكهنة تلعب بأقدار البشر؟

لماذا تركتم كريون يحكمكم بعد أن ارتكب هذه الجريمة؟ لماذا دعوتم الكاهن الأعمى ليقرأ لكم الغيب ويرى ما لا ترون؟ ومات لايوس فلم يسأل أحدكم: كيف مات؟ وتركتم كريون يدبر أموركم دون أن تسألوا أنفسكم: ألا يمكن أن يكون قد دبر الجريمة؟ وجاء الرواة يحكون لكم أن قطاع الطريق هاجموا الملك عند مفترق الطريق ذي الشعاب الثلاثة. ومرت الأعوام فلم يبحث عن القاتل ولا بحثتم عنه. ووقفت الهولى على أسوار مدينتكم، فانتظروا من يتصدى لها من خارجها، وانتظرتم معهم فلم يتحرك أحد للقائها، وعندما انتشر الوباء، وسقطت المدينة تذكروا المقتول ونادوا: لا بد من البحث عن القاتل، والقاتل الذي قتله دون علمه أصبح بطلا. وتحركت النبوءة فطالبت بأن يقتل البطل ليحل محله بطل جديد يصبح قاتلا بعد حين. وتدور الدورة وتنظرون. وينقل إليكم الكهنة وحيا لم تنطق به الآلهة فتصدقون. ويرى الأعمى ما لا ترون فتسكتون وتسلمون وتدور الدورة يا أبناء طيبة، فأصبح قاتلا، والقاتل يصبح بطلا، والبطل الجديد يصير رجسا تطاردونه وتنفونه، وتظهر هولى جديدة تتطلب بطلا جديدا.

الجوقة :

لن ننسى أنك حللت اللغز وصرعتها يا أوديب.

أوديب :

وحللت اللغز؟ لا تقولوا هذا يا أبنائي.

لقد حللت لغزا واحدا تمخضت عنه ألغاز. وقتلت هولى واحدة، فأفرخت الآلاف. لن تعود الهولى إلى السور، ولن تعترض الشجعان المغامرين. لن تطرح سؤالها على كل من يدخل طيبة أو يخرج منها. لقد صارت فيكم، نسجت عنكبوتها في ضمائركم. ولهذا كنت أحلم عندما تخيلت أن طيبة صارت بستان الحب وحصن الأمن. كنت أحلم عندما تصورت أنني قتلت الهولى. لا لا. الآن أعترف بعجزي، أعترف بفشلي، لم تمت الهولى بعد. ما زالت تغدر، تفجر، تكذب، وتزور، تتسلط تتآمر وتدير. وها أنا ذا أخرج من المدينة التي يفترسها الوباء، وأعلم أنني لن ألقاها على السور؛ لأنها ما زالت فيكم. ما زالت فيكم.

الجوقة :

Bog aan la aqoon