هؤلاء، فتتبعوا آثارهم فنزلوا بالعالية على واديين يقال لهما: مذينب ومهزوز (^١)، وبنوا النضير على مذينب، وبنو قريظة وهدل على مهزوز، وكانوا أول من احتفر بها البيار، واغترس الأموال وابتنى الآطام والمنازل، فكان جميع ما ابتنى اليهود بالمدينة من الآطام تسعا وخمسين أطما (^٢).
الآطام: الحصون، واحدها: أطم. قال أبو سليمان الخطابي (^٣): هو بناء من الحجارة، ومثله الآجام والصياصي.
الفصل الخامس
في ذكر نزول أحياء العرب على يهود (^٤)
وذلك أن قرا وأسواق كانوا من يهود بني إسرائيل، وكان قد نزلها عليهم أحياء من العرب وابتنوا معهم الآطام والمنازل قبل نزول الأوس والخزرج، وهم: بنو أنيف حيّ من بلي (^٥)، ويقال: أنهم من بقية العماليق،