لما أفنت قلبي وحدة القلب ضغطت بك على ساعدي قائلة «أنت الصديقة التي لا تخون.» ولما مزقت سمعي أكاذيب الناس وأحاديثهم المؤذية خاطبتك قائلة «أنت لا تؤذين لأنك لا تتكلمين.» ولما أذابني الجهل بدعواه والغرور بسخافته نظرت إليك قائلة «أنت عالمة لذلك تصمتين.»
وكنت تعزيتي!
وكنت زماني، يا ابنة الزمان!
وعلى هذا ما كان أطول إعراضك عني وأقل اهتمامك بي! في النهار كنت تطوقين ساعدي فيوجعه أثر سلسلتك وأجيب أنا على هذا العنف بلمسة المداعبة. وفي المساء كنت تستريحين بجوار وسادتي فأوقع على موسيقاك الساهية ألحان أحلامي وآمالي، وفي الصباح كنت أول عين أشاهدها وأول روح أستجوبها.
كل ذلك وأنت لا تنتبهين ولا تعلمين.
وها قد هجرتني. فقدتك وفقدتني فسيرى بحراسة الله وانسيني!
ولكن انتخبي اليد التي ستطوقينها!
فإذا وقعت في يد شرير وقصد استعمالك ليؤذي أخا له فانقلبي أفعى لساعة ولا تبرحي مفرغة فيه سمك حتى تصرعيه قتيلا. ... لكن لا، لا، ليس الأشرار إلا ضحايا البشر وضحايا نفوسهم، لو كنت تعلمين. وهم خليقون بالرحمة أكثر من الأخيار الصالحين. فلا تتحولي حية ولا تؤذي شريرا، بل غادري تلك اليد المسكينة واسقطي في طريق أب فقير لتكوني من نصيب فتاة لم تلبس في حياتها حلية. زيني يدا شوهت خشونة الخدمة جمالها ونامي على زند الفتاة الغريبة بدلال القبلة والتحبب! نامي هناك واسعدي، ولو ساعة، قلبا بائسا يحسب السعادة في الغنى!
نامي هناك وانسيني، ولكن!
إن كان لديك ذاكرة تذكر، يا ساعتي الصغيرة المحبوبة، اذكري لحظة ما شهدته معي من المسرات واللهفات، اذكري واحفظي ما تعرفين!
Bog aan la aqoon