ومن الأحاديث حديث السفينة وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى))(1) وغير ذلك.
دلت هذه الآيات والأحاديث وغيرها على أن لهم عليهم السلام المزية على المؤمنين من غيرهم من أمة أبيهم رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام مثل ما لرسول الله أبيهم صلوات الله عليه وعليهم على سائر المؤمنين من المزية إلا ما خصه دليل معلوم يخص بعض المساواة بينهم وبينه في بعض الأشياء لا كلها ويكون قطعيا نقليا لا يمكن تأويله لما ذكرنا من الأدلة المعلومة ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أيها الناس أوصيكم بعترتي أهل بيتي خيرا، فإنهم لحمتي وفصيلتي، فاحفظوا منهم ما تحفظون [26أ] مني))(2).
قال الإمام عبد الله بن حمزة عليه السلام: "ومما نحفظ منه صلى الله عليه وآله وسلم توقيره وتعظيمه.
قلت: وكذلك هم يجب توقيرهم وتعظيمهم كهو صلى الله عليه وآله وسلم.
واعلم أنها لا تحصل المزية الزائدة والتوقير والتعظيم والحفظ منهم ما تحفظ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا بالإئتمام بالسابق والمقتصد منهم والرد إليهم والاتباع في القول والفعل والاعتقاد المتين بالقول والفعل من غير طعن ولا تضليل ولا تخطئة لأحد من العلماء منهم إلا بدليل قاطع يعتمد خلافه وذلك لا يوجد حاشاهم إلا أن ذلك على الفرض والتقدير.
Bogga 117