150

Badr Munir

البدر المنير في معرفة الله العلي الكبير

وقد ورد قتال البغاة مع أمير المؤمنين علي عليه السلام وكيفية عمل قتالهم أيام صفين وغيره، وعلي عليه السلام كما قال فيه صلى الله عليه وآله وسلم: ((علي مع الحق والقرآن، والحق والقرآن مع علي))(1) فكذلك يجب مع الإمام ما وجب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووصيه علي عليه السلام لقوله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر}(2) وقوله تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}(3) فإذا لم تكن فيه من الحواس مع العلم والعقل والبلوغ ما يقدر به على فضيلة الجهاد والكون مع غيره فيه كان مفضولا بغيره ممن قدر عليه في منزلته في العلم وإمامة المفضول لعجزه عن إدراك الفريضة التي لو سلم الآفة لكانت الفضيلة ثابتة له بإدراك الفضيلة لا تصح ولأنه لعجزه لا يقدر على الجهاد إذا احتيج في العادة إليه للثبات في موضعه التي يغلب بظنه فيها السلامة في العادة فيكسر المسلمين عن أحد عدوهم لأجل عجزه وعدم ثباته، وأن لا يكون مكسور رجلين أو أحدهما على وجه لا يمكنه الجهاد مع ذلك لما ذكرنا أولا، وأن لا يكون أجذما، ولا أبرصا، ولا أعمى، ولا ذاهب السمع بالكلية، ولا ذاهب الشم، ولا الذوق، ولا اللمس لما في ذلك كله من التنفير للناس عنه، فلا تتم المصلحة الدينية بالجهاد معه والأخذ عنه العلم ولقوله تعالى في طالوت في تعليله تعالى لاختياره تعالى له على غيره حيث قال تعالى:

Bogga 197