كأن وساما يعتلي صدر جاهل
جني من الريحان يحمله قبر
وحافظ شاعر، ولكن في أي زمن؟ في الزمن الذي قال فيه:
لقد كان فينا الظلم فوضى فهذبت
حواشيه حتى بات ظلما منظما
كنتم شعراء يوم كانت قصائدكم تهيم في كل واد ومعانيكم تدب في كل قلب، ويوم كان الطلاب في مدارسهم والعمال في مصانعهم يشيدون بذكركم النابه، ويتغنون بشعركم الجميل.
فأما اليوم وقد جنحتم إلى السكون وركنتم إلى الهدوء، وهجعت منكم تلك البراكين الثائرة، وتواردت تلك الشموس الباهرة، وأخليتم الميدان لكل مجر بالخلاء ومستأسد بالعراء، ثم طويتم اللواء وفررتم من الهيجاء؛ فإنا ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا، وكما تركتم الأدعياء يصدعون الرءوس ويزهقون النفوس، يغتصبون الشهرة اغتصابا ويستلبون المجد استلابا، كأن ليست للنقد عين ساهرة وكأنكم لا تسمعون.
نامت نواطير مصر عن ثعالبها
فقد بشمن وما تفنى العناقيد
يجب أن تعتذر أنت يا صديقي وأن يستغفر إخوانك؛ فقد فرطتم في جنب الوطن ونسيتم حق البلاد.
Bog aan la aqoon