============================================================
ما خصت به مشر من المحاسن إلا بنا؛ والوشى، الذى كان يعمل بالإسكندرية، يقوم مقام وشى الكوفة؛ وبها معمل الحصر العبدانى، لا يعمل إلابها، ويجاب إلى سائر البلاد منها.
قال ساحب ((مباهج الفكر" . إن بمعر سبعماثة وخمسين نوعا من المعادن، والأسناف ، والملابس، والفواكه ، لا توجد إلا بها فقط.
ومن عاسن معر، وهو القرط، الذى يزرع فى أراضيها زمن الربيع، وتربوا
عليه الخيول والبائم، وتكثر فى تلك الأيام المرعى، ويعايب اللبن، وتصير أرض مصر مابين إملاق ماء وخضرة، وليس يرجد هذه الاوصاف فى بلد من البلاد غيرها، وقد قال القائل فى انعنى : ل و لماجلى وجه الربيع محاسنا وسفق ماء البر اذ غرد القرى
اتاه النسيم الرطب رقص دوحة فنقط وجه الارض بالذهب المصرى 23 ب) ومن محاسن مصر نياها ، وهو من آجل محاستها فى حلاوته وسرعة مضمه للا كل، قال ابن وحشية : إن ماء النيل حلو جدا ، والشرب منه يعنن الأبدان، ويؤثر البثر والدمامل ، لكثرة الفضلات الردية، إذا خالط الطعام فيحدث منه ذلك، ولكن يدفم عن أهل مصر ذلك الضرر، إدمان شرب ماء الليمون، والنارجج، وكثرة استعمال الخل ، وهذا رأس طبهم الأكبر.
قال المسعودى فى "مروج الذهب" : إذا بلغ النيل ثمانية عشر ذراعا وانهبط، كانت العاقبة لاهل مصر فى انصرافه، حدوث وباء بالديار المصرية .
وقال ابن عبد الحكم : نيل معر مخالف لبتية الأنهار، إذا زاد تنقص جميع الانهار، والنيل عمارة مصر فى الزراعة، وأقوات أهلها، وفرحة أهل مسر بيوم وفاء النيل لا يعدلها عندهم شىء ، وقد خصوا بذلك دون غيرهم من البلاد الشامية وغيرها، وقد قال القاثل فى المعنى:
(12) حلو : حلوا.
(13) والسامل : والدماميل (15) وكرة : وكثرت.
Bogga 46