18

The Marvels of Governance in the Nature of Sovereignty

بدائع السلك في طبائع الملك

Baare

علي سامي النشار

Daabacaha

وزارة الإعلام

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1398 AH

Goobta Daabacaadda

العراق

الثَّانِي إِن الحضارة كَمَا يرد بعد إِن شَاءَ الله هِيَ النِّهَايَة فِي إِكْمَال الْعمرَان الْخَارِج بِهِ إِلَى الْفساد والغاية فِي النشر الْبعيد عَن الْخَيْر وَمن سلم من ذَلِك فَلَا خَفَاء فِي قربه من الْخَيْر قلت وَمَعَ ذَلِك فللحضر من الْفضل على البدو مَالا يخفى وَإِنَّمَا هَذَا بِاعْتِبَار مَا يعرض من الشَّرّ بِالْقَصْدِ الثَّانِي السَّابِقَة السَّادِسَة إِن أهل البدو أقرب إِلَى الشجَاعَة من أهل الْحَضَر لِأَن تعود أهل الْحَضَر لما نشئوا عَلَيْهِ من الانغماس فِي النعم والاعتماد فِي المدافعة عَن النَّفس وَالْمَال على الْوُلَاة والحماة صَار لَهُم كالخلق الطبيعي حَتَّى تنزلوا بِهِ منزلَة النسوان والولدان وَأَصْبحُوا لأَجله عَالَة على من وكلوا إِلَيْهِ أَمرهم وَأهل البدو لتوحشهم وانفرادهم عَن الحامية قائمون بالدفاع عَن أنفسهم لايكلونه إِلَى غَيرهم إذلالا بالبأس ووثوقا بالشجاعة إِذْ قد صَار ذَلِك لَهُم خلقا وسجية قَالَ ابْن خلدون وَأَصله أَن الْإِنْسَان ابْن عوائده ومألوفة لَا ابْن طَبِيعَته ومزاجه فَالَّذِي أَلفه فِي الْأَحْوَال حَتَّى صَار لَهُ خلقا وملة وَعَادَة تنزل منزلَة الطبيعة والجبلة وَالله يخلق مَا يَشَاء السَّابِقَة السَّابِعَة إِن معاناة أهل الْحَضَر للْأَحْكَام مُفسد للبأس وذاهب

1 / 49