17

The Marvels of Governance in the Nature of Sovereignty

بدائع السلك في طبائع الملك

Baare

علي سامي النشار

Daabacaha

وزارة الإعلام

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1398 AH

Goobta Daabacaadda

العراق

الثَّانِي أَن يتَجَاوَز إِلَى الحاجي والتكميلي وَهَذَا هُوَ الحضري لأجل أَن التَّوَسُّع بِحُصُول مَا فَوق الْحَاجة يَدْعُو إِلَى السّكُون والدعة وإختطاط المدن والأمصار وَعند ذَلِك يتزايد الرفه فتجيء عوائد الترف وتكسب بالصنائع وَالتِّجَارَة السَّابِقَة الرَّابِعَة إِن تقدم البدو على الْحَضَر كَمَا إِنَّه مَادَّة لَهُ ظَاهر من وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن البدو لما اقْتصر فِيهِ على الضَّرُورِيّ الَّذِي هُوَ أقدم من الْحَاج الَّذِي تجوز إِلَيْهِ فِي الْحَضَر وَكَانَ الضَّرُورِيّ أصلا والحاجي فرعا دلّ ذَلِك على أَن البدو مُتَقَدم على الْحَضَر وأصل لَهُ ومادة الثَّانِي إِن العيان شَاهد بِأَن أولية أهل الْأَمْصَار فِي الْأَكْثَر إِنَّمَا هِيَ من أهل البدو عُدُولًا إِلَى الدعة والترف لما يسروا وارتاشوا وَهُوَ يدل على أَن أَحْوَال الحضارة ناشئة عَن أَحْوَال البدواة السَّابِقَة الْخَامِسَة إِن أهل البدو أقرب إِلَى الْخَيْر من أهل الْحَضَر لوَجْهَيْنِ أَحدهمَا أَن النَّفس مَتى بقيت على الْفطْرَة الأولى تهيأت لقبُول مَا يرد عَلَيْهَا من خير أَو شَرّ والبدو أقرب إِلَيْهَا من الْحَضَر لما انطبع فِي نُفُوسهم من سوء الملكات بعوائد الحضارة وَحِينَئِذٍ فعلاج أهل البدو اسهل وَهُوَ معنى أَنهم أقرب إِلَى الْخَيْر

1 / 48