127

The Marvels of Governance in the Nature of Sovereignty

بدائع السلك في طبائع الملك

Baare

علي سامي النشار

Daabacaha

وزارة الإعلام

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1398 AH

Goobta Daabacaadda

العراق

الْفَصْل الثَّالِث
فِي ضرب المصاف وَرَاء العساكر
وَفِيه نظر من وُجُوه
أَحدهمَا أَن مَا يضْرب مِنْهُ المصاف جمادات أَو حيوانات عجم كَمَا يَأْتِي بعض مَا وَقع مِنْهُ مفصلا إِن شَاءَ الله
الثَّانِي أَن أهل الْكر والفر هم الَّذين كَانُوا يتخذونه فِي حَال الحروب دَائِما وَأهل الزَّحْف رُبمَا اعتمدوه فِي مواقعهم
الثَّالِث أَن حكمته فِي مَذَاهِب الْأَوَّلين اتِّخَاذه ملْجأ للخيالة فِي كرهم وفرهم وليكون أدوم للحرب وَأقرب للغلب وَفِي مَذْهَب الآخرين ليزيدهم ثباتا وَشدَّة
الرَّابِع غن الْفرس من أهل الزَّحْف كَانُوا يتخذون فِيهِ الفيلة مَحْمُولا عَلَيْهَا أَفْوَاج من الْخشب أَمْثَال الصروح مشحونة بالمقاتلة وَالسِّلَاح والرايات ويصفوها وَرَاءَهُمْ كَأَنَّهُمْ الْحُصُون فتقوى نُفُوسهم ويزداد وثوقهم كَمَا وَقع من ذَلِك فِي الْقَادِسِيَّة وَفِي الْيَوْم الثَّالِث اشتدوا على الْمُسلمين فخالطها رجالات من الْعَرَب وضربوها بِالسُّيُوفِ على خراطمها وَنَكَصت على أعقابها إِلَى مرابضها بِالْمَدَائِنِ فخف معسكر فَارس لذَلِك وانهزموا فِي الْيَوْم الرَّابِع وَكَانَ أَكْثَرهم الْعَجم كالروم وملوك القوط بالأندلس يتخذون الأسرة ينصبون للْملك سَرِيره ويحتف بِهِ من حَاشِيَة وجنود من هُوَ زعيم بالاستماتة

1 / 160