The Marvels of Governance in the Nature of Sovereignty
بدائع السلك في طبائع الملك
Tifaftire
علي سامي النشار
Daabacaha
وزارة الإعلام
Daabacaad
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1398 AH
Goobta Daabacaadda
العراق
كَانَت هَذِه التعبئة أَيَّام الدول الْقَدِيمَة لِكَثْرَة جنودهم وحشودهم من قاصية النواحي وَذَلِكَ مُوجب لجهل بَعضهم لبَعض كَمَا تقدم
قَالَ ابْن خلدون وَكَانَ فِي الدولة الأموية بالأندلس كثير مِنْهُ وَهُوَ مَجْهُول فِيمَا لدينا لأَنا إِنَّمَا أدركنا دولا قَليلَة العساكر لَا تَنْتَهِي فِي مجَال الْحَرْب إِلَى التناكر بل أَكثر الجيوش من الطَّائِفَتَيْنِ يجمعهُمْ لدينا حلَّة أَو مَدِينَة وَيعرف كل وَاحِد مِنْهُم قرنه ويناديه بإسمه ولقبه فاستغنى عَن تِلْكَ التعبئة
تَكْمِيل
مِمَّا ذكرُوا من صفة هَذِه التعبئة صُورَتَانِ
الصُّورَة الأولى قَالَ الطرطوشي أحسن تَرْتِيب رَأَيْنَاهُ فِي بِلَادنَا فِي صفة اللِّقَاء وَهُوَ أَرْجَى تدير فِي ذَلِك أَن يتَقَدَّم الرجالة بالدرق الْكَامِلَة والرماح الطوَال والمزارق النافذة فيصفوا صفوفهم ويركزوا مراكز رماحهم خلف ظُهُورهمْ فِي الأَرْض وصدورها شارعة إِلَى الْعَدو جاثين على ركبهمْ الْيُسْرَى وترسهم قَائِمَة بَين أَيْديهم وخلفهم الرُّمَاة الخارقة سِهَامهمْ للدروع وَالْخَيْل خَلفهم فَإِذا جَاءَ الْعَدو لم يتزحزح الرجالة عَن هيئتها وَلَا قَامَ وَاحِد مِنْهُم على قدم وَإِذ قرب رشفتهم الرُّمَاة بِالسِّهَامِ والرجالة بالمزارق وصدور الرماح تلقاهم فَيَأْخُذُونَ يمنة ويسرة فَتخرج خيل الْمُسلمين فتنال مِنْهُم مَا شَاءَ الله
الصُّورَة الثَّانِيَة قَالَ ابْن خلدون بلغنَا عَن التّرْك لهَذَا الْعَهْد وقتالهم مناضلة بِالسِّهَامِ أَن تعبئة حربهم بالمصاف يقسمون العساكر ثَلَاثَة صُفُوف صفا وَرَاء صف يترجلون عَن خيولهم ويفرغون سِهَامهمْ بَين أَيْديهم ثمَّ يتناضلون جُلُوسًا وكل صف رِدَاء للَّذي أَمَامه مَخَافَة أَن يكسبهم الْعَدو إِلَى أَن يتهيء النَّصْر لإحدى الطَّائِفَتَيْنِ على الْأُخْرَى قَالَ وَهِي تعبية محكمَة غَرِيبَة
1 / 159