96

Albaabka Dayaxa

باب القمر

Noocyada

ذهب ورقة بإخوانه إلى بيته، وأعلم أمه وأباه بما كان، فشكرا لأم المؤمنين فضلها، وودعا ولدهما وداعا كريما، وعلى هذا خرج ورقة بشملالته، وأكثر ما استودع أباه من المال، وخرج في طريق يثرب غربي مكة في سيفه وقوسين وكنانتين، يحيط به إخوانه من كل جانب. حتى إذا بلغوا به وادي مر الظهران، وأمنوا عليه عقبة عسفان

5

قبله كل منهم، ودعوا له جميعا فاستودعهم كلمات يبلغونها إلى مولاه رسول الله، يطلب منه الدعاء والرضا، وأخرى إلى مولاه الحارث بتحية وسلام وعتاب. ثم سار بعد العقبة وهم يشهدونه، وقد حنت الشملالة إلى الصحراء وقطع الفلوات، فطارت به مرفلة تبغي عير يثرب، حتى بلغهم في رابغ فحياهم تحية الإسلام، وأنذرهم بخبره ففرحوا به وساروا به إلى يثرب.

في الوقت الذي كان فيه ورقة يودع أصحابه عند عقبة عسفان - كان الحارث قد خرج من داره إلى دار ورقة؛ ليخرجه من مكة على الفور، إذ كان قد بلغه من زياد أنه أخذ البطاقة منه، وشرع يضع العقاقير على يده كما أمره، ولكنه سمعه يقول لأمه: إن مولاي الحارث ينصح لي أن أنجو بنفسي، ولكنني لا أرحل حتى يرحل رسول الله. لا أفارق ظله حتى أطمئن عليه أو أموت. فقدر الحارث أن الغلام لا يزال في مكة، ولذلك ذهب إليه؛ ليغريه بالخروج من مكة، ويكلفه البحث عن زوجته وابنته عسى أن يجدهما، ويحملهما على العودة إليه، أو البقاء بهما في جدة حتى يكتب إليه، وإنما خطر له ذلك؛ لأن النضر أخفى عنه ما روى رسله خشية أن يزيد وجده، ورآه خارجا من الدار فلم يكلمه.

بلغ الحارث دار ورقة، ولقي باقوم وتماضر، وعلم أن أم المؤمنين أمرته بالهجرة إلى يثرب فهاجر. فسقط في يد الحارث، وصمت لا يتكلم مدة اعتورته فيها الأوهام خيرها وسيئها، وخطر له فيما خطر أن سفر الفريقين في وقت متقارب إنما كان بتدبير، ولكنه نفى عن نفسه هذا الخاطر على الفور؛ إذ كانت الدلائل تناقضه. فنهض الرجل حزينا كسير القلب هاما بالخروج من دار باقوم وهو يقول: إن كنت أحمد الله على خروج ورقة من مكة ونجاته من أذى ولدي، فإني أدعوه تعالى أن يجزي ولدي بما فعل بي وبه.

وفيما هو يفتح الباب ليخرج وجد عند الباب أعرابيا شيخا على بعير هزيل يسأل عن ورقة. فلما رآه الحارث لم يعرفه، ولكن الرجل عرفه، فاستوقفه وأناخ، وذكره بنفسه فذكره، وقال: إنه آت له بكتاب من امرأته وآخر إلى ورقة، وناوله الكتاب. فإذا فيه بالرومية:

إلى ولدنا ورقة

رحلنا عن مكة فارين بأنفسنا من أذى النضر. فر بنفسك أنت أيضا، وثق أننا نواليك بدعواتنا، ونذكرك بالشكر والمحبة الخالصة، ونستودعك الله.

هرميون

قال الحارث وقد قرأه: ليس هذا الكتاب لي. هذا لورقة، وأعطى باقوم إياه، فأخرج الرجل الكتاب الثاني وقدمه إليه فإذا فيه:

Bog aan la aqoon