وخشي فؤاد أن تكون كلمته قد آذته فأخذ يطري الطعام.
فقال قوية منشرحا: لقد تعلمت تعويضة الطبخ على أمي.
ولان صوته رحمة لذكرى الأم العزيزة.
ثم قال لتعويضة باسما: أينبغي لسيدي فؤاد أن يلتقم الثريد مثلنا بيده؟
فأسرعت تعويضة ضاحكة وأتت بملعقة وسكين من معدن لامع، ثم عادت إلى بيتها تنتظر أمر زوجها.
وتمنى فؤاد لو أتت تعويضة فشاركتهما غداءهما وحديثهما، ولكنه لم يجرؤ على الجهر بأمنيته.
وكان طعاما شهيا امتلأ منه فؤاد امتلاء، فلما فرغا من الأكل حملت تعويضة إليهما وعاء الشاي وصفت لهما كأسين من الزجاج، ووقعت عينها في عين فؤاد فتبسمت له وجذبت طرف طرحتها على وجهها.
فقال فؤاد لها: ألم يرزقك الله بعد طفلا؟
فخجلت وقالت - وهي منصرفة: سنسميه «فؤاد» إذا كان ولدا.
وداخله سرور عظيم عند ذلك، وقال قوية: وعلي نذر للحسين - رضي الله عنه - إن كان ولدا.
Bog aan la aqoon