44

Atyaf Min Hayat May

أطياف من حياة مي

Noocyada

وقد رأيت كيف كانت تداعبه في رسائلها إلى جانب تقديرها لعلمه وأدبه وفضله، ولعله الكاتب الوحيد الذي كانت تبيح له أن ينشر من كتاباتها ما يشاء ويحذف ما يشاء، وإن كانت تشعر بشيء من المضاضة؛ فقد كان صروف يعاملها في ذلك معاملة الوالد، وكانت هي تنظر إليه كما تنظر إلى أستاذ لها ذي تاج وصولجان أو الأستاذ فرعون المستبد على حد تعبيرها في بعض رسائلها.

بعثت إليه برسالة مع إحدى محاضراتها التي اعتادت أن تنشرها في المقتطف، فقالت في تواضع كبير:

يا ذا الصولجان «لدي كلام كثير منه كلام إعجاب بالمقتطف عموما، وباب المسائل خصوصا، ومنه كلام عتاب وتعنيف. نعم يا ذا الصولجان، أقول تعنيف وأعنيه بلا مداورة، وهو تعنيف لاذع، ولكن ضيق الوقت يجعلني أقصر الكلام على ما يتعلق بالمحاضرة الواصلة إليك.

فإذا رأت الذات الهمايونية أن تنشرها كلها دفعة واحدة كان ذلك، وإذا رأت أن تشطرها كفؤاد نعوم بك شقير القائل في كتاب «طور سينا»:

شطرت فؤادي من وسطه

فشطر لذاك وشطر لذا (يعني شطر للقطر السوري وشطر للقطر المصري.) قلت إذا رأت الذات الهمايونية أن تعامل المحاضرة كما عامل نعوم بك فؤاده، فإن إشارتها حكم وإطاعتها غنم، وإذا رأت ألا تنشر ولا تشطر، فأرجو أن تعاد في القريب العاجل أو أن أخبر عما قدر لها لأكون على بصيرة.

صباح سعيد وأسبوع سعيد يا أستاذي، ما أحلى أن أذكرك في هذه الساعة العذبة على توقيع شدو الأطيار ونفحات النسيم. إني أذكرك وأدنو بالخيال من الصولجان المحبوبة مداعبة ومتبركة معا.»

الإمضاء

سكرتير نونو

ذات شاهانية علية

Bog aan la aqoon