فذكر أفليمون أيضا أنه رأى رؤيا(1) وهو كانه والملك واقفان على رأس المنار التى للملك بامسوس، وكأن الفلك قد تطاطا(2) ونزل حتى صار على سمت(2) رؤوسنا، وصار كالمكبة المحيطة بنا، وكان كواكبه قد خالطتنا في صور شتى نورانيه على قدر أجرامها، والناس يستغيثون بالملك، والملك رافعا يديه ليدفع عن نفسه الفلك إذ بلغ رأسه، وام برفع يدي لمثل ذلك، وكان صورة الشمس طالعة علينا ونحن نستغيث، فخاطبتنا أن الفلك سيعود موضعه، فاذا مضى أربع مائة دورة أطبق إطباقا شديدا على أهل الأرض، فحينئذ تحرس الأصنام، وتبيد الاحكام، وتزول الأعلام، ويقوم بالامر واضع الزمان. ثم تطاطا المنار بنا إلى الأرض ورجع الى موضعه فانتبهت فزعا مرعوبا.
فقال له الملك: متى كانت الرؤيا؟ فاخبره بليلته، فوجدها موافقة لليلة رؤيا الملك الأولة، فقال له الملك: فعلى ماذا تأؤلت يا افليمون؟ قال: حدث عظيم يحدث بعد اربع مائة سنة، يضر بجميع العالم إلا قليل من الناس ، وهو عنصر الماء، فسال: هل من حادثة بعدها؟ فاخذوا طالع سؤاله وحققوه وحرروه، فذكروا حادثة ثانية(4) ضد الاولى، فقال: هل من حدث ثالث لهما؟ ففتشوا في خفى علومهم فقالوا: نعم، تحدث حادثة عظمى وداهية دهيا، لم يبق على وجه الأرض متحرك إلا تلف ويتحلل عقد الفلك باذن القديم الأزل وهى الساعة.
فعند ذلك أمر ببناء الأهرام والافرونيات، وهي البرابي، لتكون قبورا لهم،
Bogga 113