الباب السابع في سيرته مع اهل الشريعة والغلماء والفقهاء والفضلاء
يتعين على الملك أن يبذل اجتهاده في إظهار رونق الشريعة واحتر اهلها وإكرامهم، والاثابة (1) على تعليمها والمحافظة عليها، ويامر اولاد العلماء بالاشتغال بالعلم ، وكذلك يفعل مع جميع الطوائف سوى أهل الشرور والمهن الخسيسة، فيتركوا وشانهم وما تصل وتنهض به هممهم إليه.
ولم يكن في الدنيا اعظم دولة ولا أشمخ مملكة ولا أدوم أياما وذكرا من دولة الفرس ودولة اليونان، وسبب ذلك تعظيمهم للعلوم والحكم(3)، وتمكين من يشتغل بذلك، ورعاية جانبه، حتى كان أكثر ملوكهم علماء وحكما*.
وقديما كان الأنبياء ملوكا، وكانوا يشتغلون بالعلم واستنباط الحكمة حتى بلغوا في ذلك غاية المنتهى، وتعلمه نساوهم وصبيانهم، مثل أرزميذدخت ورش الفارسيان، وأيلاوبطرة بنت بطلميوس صاحب الحكمة
Bogga 111