أنا جريحة الزمان، وطريحة الحدثان، ذهبت الرجال، واختلت الأحوال، وجفانا الصديق، وكدنا أن نلقى على الطريق؛ فقالت لها: انتسبي؛ فقالت: أنا زينب ابنة مروان بن محمد(1)، فقالت لها: لا حياك الله ولا سلم عليك، ويلك اتذكرين وقد دخل عجائزنا وانت في ملكك وجبروتك يسالونك ويرغبون أن تسالي صاحبك ياذن في إنزال ابرهيم(1 من خشبته فما فعلت؟ فتغرغرت عيناها بالدموع وقالت: يا ابنة العم، فاي شيء اعجبك من ثمرة العقوق وقطع الرحم وكفر النعمه حتى تتاسين(2) السلام عليكم ورحمة الله ثم ولت منصرفة. فندمت زبيدة على بادرتها وادركها رقة قلبها(4)، وبعثت جواريها فلم ترجع؛ فقامت تعدو خلفها حتى ادركتها في الدهليز وردتها واعتذرت إليها، فرجعت فامرت جواريها يدخلنها إلى الحمام، واحضرت لها اصنافا من الثياب والجباب، فاختارت منها ما لبست وتطيبت، وأقبلت كانها فلقة قمر، فقامت إليها واعتنقتها ورفعت مجلسها وواكلتها فلما دخل الخليفة قصت عليه القصة، فشكرها على تدارك فارطها وامرها أن تفرض لها مقصورة وجواري يخدمنها، ويسالها هل بفى لها من تعن بامره. ففعلت معها ذلك وهكذا ينبغى أن تقابل نعمة الله ولا مقابلة لها.
Bogga 105