وجوه: إما من حرمان أو بطر أو إخلاف وعد ووعيد، فاذا بلى الملك باصناف هذو الطائفة فيداويها بالزجر والنفي من الأرض أو دفعهم إلى الحروب والمصاعب.
كما قالت مرازبة الفرس لأزدشير: إنا قد أجمعنا عليك ووليناك علينا التستبدل ما كنا فيه من الاساءة باحسانك فقال لهم: احفظوا لي تمرة الملك أحفظ لكم سنة العدل، وأوف لكم بالقول والفعل. ففكروا فاذا هو قد جمع لهم في هاتين الكلمتين جميع الكلام السياسي والحقوق التي لهم وعليهم.
وينبغى للملك أن يتفقد أحوال رعيته، فيعطى الفقير ويكمل الناقص، ويصل المنقطع، ويورت دوي الميراث، ويقيل ذوي العثرات، لانه كالعضو الرئيس الذي يوصل إلى كل عضو بعد عنه او قرب من الغذاء مقدار حاجته حسب اللائق به من ذلك.
وفى صحيح مسلم عن عبد الرحمن بن شماسة قال: أتيت عائشه رضو الله عنها أسالها عن شىء؛ فقالت: ممن أنت؟ فقلت: رجل من أهل مصر؛ فقالت: كيف كان صاحبكم لكم فى غزاتكم هذه؟ فقلت: ما نقمنا شيئا: إن كان ليموت للرجل منا البعير فيعطيه البعير والعبد فيعطيه العبد، ويحتاج الى النفقة فيعطيه النفقة؛ فقالت: سمعت رسول الله عي في بيتى هذا يقول: «اللهم من ولي من امر امتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولى من امر امتي سيئا فرفق بهم1 فارفق به».
Bogga 95