الباب الثالت
في مجموع الملك وهيئته وخصاله وأبهته
ينبغى أن يكون الملك كثير الوقار، قليل الكلام ، قليل التلفت الى الجهات، ليس بضحاك، ولا هزال، ولا دائم العبوس ، ولا سريع الملال، يكفهر ويغلظ على أهل الشر والفساد، ويحنو ويلطف على الضعفاء والقصاد، لا يكون فى مجلسه إشارات، ولا ترتفع عنده الاصوات، ولا صخاب ولا سباب.
كما يحكى عن بعض اشراف العرب وقد دخل على كسرى وهو محتجب لا يراه احد فاستنطقه(1) فاعجبه كلامه، فامره الترجمان بالجلوس واخرج له وسادة فوقف وجعلها على رأسه، فضحك كسرى، وقال له الترجمان ليس المراد منها ذلك بل لتجلس عليها، فقال قد علمت ذلك، ولكنى رأيت أن اضع تشريف(2) الملك على اشرف اعضائى، فاعجب كسرى كلامه وقال: اجلسوه مكرما وارفعوا درجته، ففعل به ذلك، فسجد فقيل له: لم فعلت ذلك؟ قال لانى سمعت كلام الملك ورجوت أن أراه، قيل:
Bogga 87