وقال تعالى: رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)(1) فالصدق راس الفضائل الإنسانية، وهر للملوك والعظماء ألزم.
وللصدق مراتب: أولها: صدق الخبر، والثاني صدق الفعل وهو افضلها، والثالث الصدق فيهما وهو التام. وأما من صدق أو صدق بلسانه ولم يوافق ذلك ضميره وفعله، فلا يكون معتبرا ويصح أن يسمى كاذبا لقوله تعالى: إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم إنك الرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون)(2) فمن لم يصح صدقه لم يرج ولم يخف ولا يعتبر وعده ولا وعيده، وهذا يضر باحاد الناس فناهيك بالعظماء.
واجمع أهل العلم على أن الصدق المطلق من خصائص الأنبياء، وأن الله تعالى يعصمهم عن الكذب، فبالصدق انتظمت الشرائع، ونقلت الكتب والاحكام، واستقرت في النفوس العلوم الخبريه، وبه تمت السياسات، واعتمدت الرعية على الملوك فى وعدها وخافت من وعيدها، فما أنفع الصدق وأكثر فوائده.
ومن الكذب أنواع رخص الشرع فيها والمصلحة لا تنافيها. وفي مسند النسائى عن أم كلثوم(2) بنت عقبة قالت: لم أسمع النبي يرخص
Bogga 82