276

Atar al-uwal fi tartib al-duwal

آثار الأول في ترتيب الدول

Noocyada

والذي يجب على الملك الفاضل أن يصرف معظم عنايته الى حفظ التغور وضبطها؛ فإن من أهمل ذلك دخل على ملكه ورعيته الخلل والهلاك.

وكان بعض ملوك الفرس يقول لحاجبه : «لا تحجب عني رسول الثغر(1) وإن كنت نائما أيقظنى ليلا أو نهارا».

وليكثر في الثغر من الشجعان وذوي البصائر فى القتال وأهل الحمية والأنفة والدين المتين؛ فبمثل هؤلاء تصان الثغور، تم يكثر لهم الدروع والخود والرماح والسيوف والقسي والجروخ والدرق والتراس وجميع الات الحرب والزيارات والمناجنيق، ويرتب الحراس على الأبراج والحفاظ للشرفات ليلا ونهارا، ويحتاط في فتح الأبواب وفي غلقها، فلا يكون في وقت الغلس، ولا يهمل أمر ظواهره وضواحيه من الطلائع وإرصاد العيون من جهه العدو لئلا يهجم عليه ويطرق ثغره وهو غافل.

ثم يوسع في نفقاتهم، ويذدخر أقواتهم، ويزيج أعذارهم في ذلك، وكذلك الكسوات وجميع الالات. ويحسن إلى واليهم ومقدميهم، ويرفع قدرهم، ويؤلف بين كلمتهم على المصالح العائدة نفعها في حراسه تغرهم وحفظه.

كان كسرى أنو شروان لا يولى الثغور إلا لمن جاوز الأربعين من دوي الشهامة والرأي والشجاعة والحميه، ويخلع عليهم في كل سنة مرتين ليعلم مكانتهم عنده، فتنفذ أوامرهم وخلعتهآ كسوة تامة وسلاح تام وقوس وعلم وخيمة.

Bogga 326