يخدمونه، ويحفظون مهجته، وعلماء يحفظون دينه، ووزراء يحفظون ملكه، وعمال يحفظون ماله، وخطباء يدعون إليه، وشعراء يخلدون ذكره، وندماء يجلبون انسه، واطباء يحفظون صحته، ومنجمين يختارون له الأوقات ويبشرونه بالمسرات، ومطربين يغذون روحه بالنغمات. وسئل الموبذان عن سيرة أزدشير فقال إنه لم يهزل في امر ولا نهي ولا اخلف في وعد ولا وعيد، وولى للتقى لا للهوى، وعاقب للذنب لا للغضب، فاشربت قلوب الرعية بمحبته من غير جراءة واودعت هيبته من غير ظلم. وقال جاماسب حكيم الفرس ينبغى للملك أن تكون همته عالية، فيوطن نفسه على بلوغ اقصى المراتب ونيل الغايات، تم يقدر في نفسه حدوث النوازل وطروق النوائب وما يجب أن يقابل به كل حادثة إن طرات، فلا يستفزه الفرح بالبشائر الواردة، ولا تزعجه الحوادث النازلة؛ فيكون المسرة كمن وعد بامر تم جاءه، ويكون في المضرة كمن وطن نفسه على ذلك، ومثاله كمن علم بوقوع انية من الصفر من اعلا قصر، فانه عند وقوعها لا يرتاع كمن لم يعلم بها وهو غافل عنها. وقال أرسطاليس(1) من علم أن الكون والفساد، يتعاقبان للاشياء لم
وأغرى أبرويز ببزرجمهر، فدعا به وأمر بكسر أنفه وفمه فقال بزرجمهر: فمى لأهل لما هو شر
من هذا.
فقال أبرويز: ولم يا عدو الله؟
فقال: لأنى كنت أصفك لخواص الناس وعوامهم بما ليس فيك، واقربك من قلوبهم.
فغضب أبرويز وأمر بضرب عنقه.
ولبزرجمهر فى أيدي الناس قضايا وحكم ومواعظ وكلام كثير في الزهد وغيره. (راجع
مروج الذهب 1 : 208 209). (1) تراجع ترجمته فى موسوعة الفلسفة وأيضا في الموسوعة العربية، وأرسطاليس حكيم اليونان،
وهو واضع علم المنطق الذي يعتبر الة يحكم به الذهن من الخطا وإن كان علماء الإسلام
قد انتقدوا هذا المنطق.
Bogga 64