Atar al-uwal fi tartib al-duwal

Xasan Cabbaasi d. 725 AH
143

Atar al-uwal fi tartib al-duwal

آثار الأول في ترتيب الدول

Noocyada

ولا الملهين عند نهيه وأمره ووقاره، بل توضع الامور في مواضعها، ويرتب الناس في مراتبهم، ويقرب من يجب تقريبه، ويبعد من يجب إبعاده. ويكونا حسنا الاعتذار لمن يحجباه، والتلطف لمن يوحشاه، والرفق بمن ابعد، والوغد لمن بطل، والمساعدة له في صلة رزقه لله تعالى، وأن يبذلا جاههما لمن لا جاه له، فهى أفضل الصدقة لقول النبى : «إن أفضل الصدقة أن تعين بجاهك من لا جاه له» وقال عليه السلام: «إن لكل شىء زكاة، وزكاة الجاه بذله للضعفاء» فيجب على هذين الشخصين المساعدة في الله، وأن يقبل الملك منهما، ويسمع شفاعتهما ويقبلها ويضاعف فى الإحسان إليهما، ويطيب خواطرهما، فان نكايات الحجاب أليمة وجناياتهم شديدة، وليس في خدم الملوك أصعب منها، فان الاحسان والتودد يتولد بحسن سياستهما ورقة طباعهما، والشرور تنسب إليها والأحقاد تتركب بسببها، فكم من محن وحقود كان منشؤها قسوة الحجاب وغلظتهم ونفرتهم، وفي ذلك يقول الشاعر:

كم ملك تحمد أخلاقه وترغب الاحرار فى خدمته

قد اكثر الحاجب أعداءه وسلط الذم على دولته

فينبغى للملك أن يبذل الاجتهاد فى اختيارهم واختبارهم، ولتكن فيهم الأمانة والنراهة، فلا يقبلون الرشا والهدايا، فيقربون بها من يجب إبعاده وبالعكس، فيفسد نظام مجلس الملك، وتتوغر عليه الصدور، ويكون فيهم حسن تات، فيحسنون الخطاب والاعتذار، ويتلطفون فى رد الجواب.

وقال كسرى لحاجبه: لا تحجب عنى ثلاثة(1) مظلوما ملهوفا، أو رسولا أتى من ثغر(2)، أو صاحب نصيحة(2)، ففي منعر هؤلاء وتاخيرهم

Bogga 188