Atar al-uwal fi tartib al-duwal
آثار الأول في ترتيب الدول
Noocyada
وينبغى أن يكون صاحب الخبر وصاحب البريد لا واسطة بينه وبين الملك، فان ذلك يوقف كثيرا من الأحوال ، ولا يسمحون لهم في اطلاع أحد على ما عندهم قبل إنهائه إلى الملك، ليكون الملك هو الذي يشيعه، او يكتمه حسب ما يراه.
وأما ولاية البريد فانها ولاية جليلة خطيرة، ومتقلدها يحتاج إلى جماعة كثيرة، وإلى المواد الغزيرة والتوسعة عليه، فمن جملة أعماله حفظ الطريق وبذرقتها وصيانتها من القطاع والسراق، وطرق الأعداء وانسلال الجواسي ي البر والبحر، وإليه ترد كتب أصحاب التغور وولاة الأطراف وهو يوصلها لى أسرع ما يمكن من اختصار الطرق واختيار المراكب والراكب، والناس في ذلك على تفاوت.
وينبغى له أن ينظر في حال المراكز ومنازل البريد وافتقاد خيل الشهر وعرضهم وإصلاحهم وإزاحة أعذارهم واعذار رجالهم، وينظر في حال القبائل والعشائر، ومن فيهم على الطاعة والمناصحه، ومن قد تغيرت طاعته وفسدت مناصحته، فان هذه الأحوال متى علمت في أوائل الأمر سهل تداركها، ومتى انطوت الأخبار تفاقم الأمر وصعب التدارك، كما جرى فيما تقدم من ظهور الخوارج(1) وقيام الأهوية والحشود والنفاق لغفلة النواب وإهمالهم واشتغالهم باللهو.
Bogga 180