24

At-Tuhfa An-Nadiyyah Sharh Al-`Aqeedah Al-Waasitiyyah

التحفة الندية شرح العقيدة الواسطية

Daabacaha

مركز النخب العلمية-القصيم

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م.

Goobta Daabacaadda

بريدة

Noocyada

وَدِينِ الحقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا،
الشرح قوله: «وَدِينِ الحقِّ» المراد به العمل الصالح؛ لأن الدين هو: العمل، أو الجزاء على العمل؛ فمِن إطلاقه على العمل قولُه تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ [آل عمران: (١٩)]. ومن إطلاقه على الجزاء قوله تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ﴾ [الانفطار: (١٧)]. قوله: «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ» نوع اللام هنا للتعليل، أي: كي يظهره على الدين كله. وأين يعود الضمير في قوله: «لِيُظْهِرَهُ»؟ قال أكثر أهل العلم: هو عائد على الدين، وقال جماعة: إنه عائد على الرسول ﷺ، ولا مانع من القول بهما؛ لأن هذا الدين جاء به الرسول ﷺ؛ فهما متلازمان فنصرة هذا وظهوره نصرة لذاك. فتكون هذه الرفعة وهذا الظهور الذي كتبه الله شاملًا للرسول ولدين الإسلام الذي جاء به، فمَن تمسَّك بهذا الدين الحق فسيظهره الله وينصره كما قال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ [غافر: (٥١)]. قوله: «وَكَفَى بالله شَهِيدًا» أي: شاهدًا للرسول ﷺ بأنه حق، وهو سبحانه ناصره ومُظهِرُه.

1 / 29