126

At-Tawdih ar-Rashid fi Sharh at-Tawhid

التوضيح الرشيد في شرح التوحيد

Noocyada

- أَنْوَاعُ الشَّفَاعَةِ (مِنْ حَيْثُ الإِثْبَاتِ وَالنَّفِي): ١) شَفَاعَةٌ مَنْفِيَّةٌ: وَهِيَ عَيْنُ مَا ظَنَّهُ المُشْرِكُوْنَ، وَهِيَ شَفَاعَةُ آلِهَتِهِم عِنْدَ اللهِ ابْتِدَاءً، وَشَفَاعَتُهَا فِي مَنْ شَاءَتْ. ٢) شَفَاعَةٌ مُثْبَتَةٌ: وَهِيَ مَا قَيَّدَهَا اللهُ تَعَالَى بِشَرْطَيْنِ، وَهُمَا: الإِذْنُ لِلشَّافِعِ بِأنْ يَشْفَعَ، وَالرِّضَى عَنِ المَشْفُوْعِ. (١) - شُرُوْطُ الشَّفَاعَةِ: ١) إِذْنُ اللهِ تَعَالَى لِلشَّافِعِ بِأَنْ يَشْفَعَ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِيْ يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ (البَقَرَة:٢٥٥). (٢) ٢) رِضَاهُ عَنِ المَشْفُوْعِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُوْنَ، لَا يَسْبِقُوْنَهُ بِالقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُوْنَ، يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيْهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُوْنَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُوْنَ﴾ (الأَنْبِيَاء:٢٨)، وَاللهُ تَعَالَى لَا يَرْضَى مِنَ العَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ خَالِصًا لَهُ؛ مُوَافِقًا لِشَرْعِهِ. (٣)

(١) فِي آيَةِ الكُرْسِيِّ وَمَا قَبْلَهَا بَيَانُ نَوْعَيِّ الشَّفَاعَةِ؛ المَنْفِيَّةِ وَالمُثْبَتَةِ، فَالمَنْفِيَّةِ هِيَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيْهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالكَافِرُوْنَ هُمُ الظَّالِمُوْنَ﴾، وَالمُثْبَتَةِ هِيَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿مَنْ ذَا الَّذِيْ يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ (البَقَرَة:٢٥٥). (٢) وَكَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَة جَمِيْعًا﴾ قَالَ مُجَاهِدُ: (لَا يَشْفعُ عِنْدَهُ أَحَدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ). تَفْسِيْرُ الطَّبَرِيِّ (٣٠٠/ ٢١). وكَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿أَأَتَّخِذُ مِنْ دُوْنِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُوْنِ﴾ (يَس:٢٣). (٣) وَالنَّوْعَانِ مَجْمُوْعَانِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى﴾ (النَّجْم:٢٦).

1 / 126