إن للمرآة المسلمة في العصر الذهبي من الإسلام نظاما خاصا في حفظ المنزل وتربية أولادها ولمدرستها في تتبع دروسها من الطبقة الابتدائية إلى الطبقة العالية ولمجالات عملها في كل الميادين من الصناعات ما لفلاحة والطب والنسيج وما إليها.
وقد ساهمت المرآة في أزهار الحضارة الإسلامية بالأندلس والعراق وفارس وتركيا ومصر ولم يذكر عنها أنها خلعت عنها حجاب الحياء والإسلام وزاحمت الرجل جنبا الى جنب في المكاتب العامة.
وإنك لتقرأ العجب العجاب فيما كتبه الشيخ علي يحي معمر النفوسي في كتابه الممتع(الابأضية في موكب التاريخ ) بعنوان المرآة الاباضية الليبية.
فقد ذكر فيه قيما ذكر أن أم فاطوس كان لها الفضل في إنشاء مدرسة ثانوية لإستكمال دروس زميلاتها لئلا تنقطع عنهن دروسهن عند انفصالهن لأول بلوغهن.
وهذا مما لم يفكر أساطين التعليم في وضع مناهجه فيما نعلم حتى الآن.
هل لهذه المثل العليا بقية إلى اليوم وأين توجد ؟
الجواب أنها توجد هذه المثل العليا في المرآة بقية بفضل الله وبفضل بقية السلف الصالح المحافظ على ملازمة السمت الإسلامي وهم الغرباء بين إخوانهم من جمهرة المسلمين وذلك في مواطن الاباضية في شمال أفريقيا فيما نعلم جنوب الجزائر -وادي ميزاب وواجلان وفي جربة بتونس وفي ليبيا -نفوسة وفي جنوب الجزيرة العربية وعمان وبعض البلدان الإسلامية المجاورة.
إن الكلام على الحجاب والسفور للكلام على الشمس المشرقة في بعث روح الحياة والكلام على النار المحرقة في الهشيم في تحطيم ما تأتي عليه وهي كالريح عاد ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم.
إن الفطرة البشرية بين الجنسين واختلاطهما هي بمثابة النار والبارود لان التقاء المادتين: النار والبارود مما لا يمكن بقائهما سالمين بغير التهاب اللهم إلا إذا تغيرت طبيعتهما فلم تكن النار نارا ولا البارود بارودا.
Bogga 7