ولهذا معنى غير معنى المربى، فأحدهما من جهة الكمية صار مربيا ذا نفس، والآخر من أنه جوهر صار غذاء، من أجل أنه يحفظ الجوهر قائما ما كان مغتذيا به. ثم يفعل توليدا: ليس الذى كان يغتذى به، بل مثل الذى ينال الغذاء: وليس شىء يلد نفسه، ولكنه يحفظها لذلك. فيجب أن يكون بدء هذه النفس قوة يمكنها حفظ ما هى فيه، والغذاء معين له على الفعل، من أجل أنه إذا عدم الغذاء بطل كونه. — فلما كانت ثلاثة عددا: المغتذى، والغاذى، والذى يغتذى به قابل الغذاء؛ وكانت النفس الشىء الغاذى، وكان المغتذى حاملها وهو الجرم، وكان الذى يغتذى به نفس الطعم، صار أول ما سميت به الأشياء التسمية من غايات أفعالها. وغاية فعل هذه النفس أن تولد مثلها. ولذلك وجب أن تكون النفس الأولى فى المرتبة النفس المولدة مثلها. — وأما «الذى يغذو البدن» فهو على جهتين، كما أن سائس السفينة إنما يسوسها بشيئين: أحدهما يده، والآخر سكانه. فأحدهما فاعل ومفعول به جميعا، وآخر فاعل فقط وباضطرار أن كان كل غذاء فيه إمكان للنضج، وفاعل النضج الحرارة: من أجل ذلك وجبت الحرارة لكل ذى نفس.
فقد قيل بالجليل من القول ما الغذاء. وسنوضح القول فيه أخيرا إذا صرنا إلى الكلام الخاص به.
[chapter 10: II 5] 〈القوة الحاسة〉
Bogga 41