289

Arbacun Hadithan

الاربعون حديثا

Noocyada

الأمور التي يحتمل ان يكون فيها طغيان للنفس.

نعم في الاحوال التي تجب الغيبة فيها ، مثل غيبة المتجاهر بالفسق بهدف منعه اذا كان لا يرتدع الا بها ، والموارد الاخرى التي ذكرها العلماء ، فلا بد من الاقدام عليها ، مع السعي الحثيث لتخليص النية عن هوى النفس ومتابعة الشيطان . ولكن ترك الغيبة في الموارد الجائزة ، أولى وأحسن . ينبغي ان لا نفعل كل عمل جائز ، وخاصة الامور التي يكون فيها لمكائد النفس والشيطان دور بارز .

في الحديث : مر عيسى بن مريم عليه السلام ومعه الحواريون على جيفة كلب ، فقال الحواريون ما أنتن ريح هذا الكلب فقال عيسى عليه السلام : «ما أشد بياض اسنانه» (1) .

ان المربي والموجه للانسان لا بد وأن يكون ذا نفس طاهرة نقية . ان عيسى لم يسمح ان يذكر مصنوع الله بالسوء . انهم شاهدوا عيبه وهو قد لوح بكماله .

سمعت رواية منقولة عن السيد المسيح عليه السلام انه قال: لا تكونوا مثل البعوض الذي يجلس على الأوساخ والقاذورات حيث تركزون على عيوب الناس .

وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انه قال : «طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس» (2) .

من الجدير بالانسان ان يبحث عن عيوبه قليلا بمثل ما يتحرى عن عيوب الناس . وكم هو قبيح على الانسان الذي فيه آلاف العيوب ، ان يغفل عن عيوبه ، وينتبه لعيوب الآخرين وبذلك يضيف عيبا آخر على عيوبه . اذا تأمل الانسان قليلا في احواله واخلاقه واعماله وانصرف الى اصلاحها ، لصلحت اعماله . واذا اعتقد بأنه خال عن العيوب ، كانت عقيدته هذه نتيجة غاية الجهل . ولا يوجد عيب اعظم من العيب الذي لا يلتفت الانسان الى عيبه ، ويكون غافلا عنه ومن أن الانسان مجموعة عيوب ونقائص ، فيترك عيوبه وينعطف على عيوب الآخرين .

فصل: في بيان إن الاستماع الى الغيبة ، محرم

ان الاستماع الى الغيبة محرم ، كما أن الاستغابة تكون محرمة بل يظهر في بعض الروايات ان المستمع مثل المغتاب في كل الامور حتى وجوب التسامح منه ، وإنه من الكبائر .

Bogga 293