Arbacun Hadithan
الاربعون حديثا
Noocyada
وغير ذلك من الاسباب والعوامل التي سيرد ذكرها فيما بعد .
واما من حيث حال الحسد نفسه ، الذي نستطيع ان نقوله انها الدرجات والتقسيمات الحقيقية ، للحسد دون ما سبق ذكره ، فلشدته وخفته مراتب كثيرة ، تختلف باختلاف الاسباب ، كما تختلف باختلاف الآثار . وسوف نشير ، ان شاء الله ، في عدة فصول الى مفاسد الحسد وعلاجه . قدر استطاعتنا ، ومن الله التوفيق .
فصل:في ذكر بعض اسباب الحسد
للحسد اسباب كثيرة ، يرجع اكثرها الى رؤية الذلة في النفس ، تماما كما ان الكبر ، نوعا يتم على عكس ذلك . فكما ان المرء عندما يجد في نفسه كمالا لا يجده في غيره ، تنشا عنده حالة من الترفع والتعزز والتعالي في نفسه ، فيتكبر . واذا لاحظ الكمال في غيره ، انتابته حالة من الذل والانكسار . ولولا وجود عوامل خارجية ولياقات نفسانية ، لنتج من ذلك الحسد . وقد ينشا من تصور ذلته في تساوي غيره معه ، مثل ان يحسد صاحب الكمال والنعمة مثيله او الذي يليه . ويمكن القول ان الحسد هو ذلك الانقباض والذل النفسي اللذان تكون نتيجتهما الرغبة في زوال النعمة والكمال عن الآخرين . وقد حصر بعضهم كالعلامة المجلسي قدس سره (1) اسباب الحسد في سبعة امور :
«الاول : العداوة .
الثاني : التعزز : ان يكون من حيث يعلم انه يستكبر بالنعمة عليه وهو لا يطيق احتمال كبره وتفاخره لعزة نفسه .
الثالث : الكبر : ان يكون في طبعه ان يتكبر على المحسود ويمتنع ذلك عليه بنعمته وهو المراد بالتكبر .
الرابع : التعجب : ان تكون النعمة عظيمة والمنصب كبيرا فيتعجب من فوز مثله بمثل تلك النعمة كما اخبر الله تعالى عن الامم الماضية اذ قالوا : «ما انتم الا بشر مثلنا» (2) و«انؤمن لبشرين مثلنا» (3) وامثال ذلك كثيرة فتعجبوا من ان يفوزوا برتبة الرسالة والوحي والقرب مع انهم بشر مثلهم فحسدوهم وهو المراد بالتعجب .
Bogga 108