Arbacun Hadithan
الاربعون حديثا
Noocyada
الاربعون حديثا :107
الشرح :
ان الحسد ، حالة نفسية يتمنى صاحبها سلب الكمال والنعمة التي يتصورهما عند الآخرين ، سواء اكان يملكها ام لا ، وسواء ارادها لنفسه ام لم يردها . وهذا يختلف عن الغبطة ، لان صاحب الغبطة يريد النعمة التي توجد لدى الغير ، ان تكون لنفسه ، من دون ان يتمنى زوالها عن الغير . واما قولنا : «النعمة التي يتصورها عند الآخرين» فنعني به ان تلك النعمة قد لا تكون بذاتها نعمة حقيقية . فطالما تبين ان الامور التي تكون بحد ذاتها من النقائص والرذائل ، يتصورها الحسود من النعم والكمالات ، فيتمنى زوالها عن الآخرين . او ان خصلة تعد من النقائص للانسان ومن الكمال للحيوان ويكون الحاسد في مرتبة الحيوانية فيراها كمالا ، ويتمنى زوالها . فهناك بين الناس ، مثلا اشخاص يحسبون الفتك بالغير وسفك الدماء موهبة عظيمة . فاذا شاهدوا من هو كذلك حسدوه .او قد يحسبون سلاطة اللسان وبذاءته من الكمالات ، فيحسدون صاحبها . اذا ، فالمعيار في معرفة هذه الحالة النفسية هو توهم الكمال وتصور وجود النعمة ، لا النعمة نفسها ، فالذي يرى في الآخرين نعمة حقيقية كانت ، او موهومة ويتمنى زوالها ، يعد حسودا .
اعلم ان للحسد انواعا ودرجات حسب حال المحسود ، وحسب حال الحاسد ، وحسب حال الحسد ذاته .
اما من حيث حال المحسود ، فمثل ان يحسد شخصا لما له من كمالات عقلية ، او خصال حميدة ، او لما يتمتع به من الاعمال الصالحة والعبادية ، او لامور خارجية اخرى ، مثل امتلاكه المال والجاه والعظمة والاحتشام وما الى ذلك ، او ان يحسد على ما يقابل هذه الحالات من حيث كونها من الكمال الموهوم الموجود في المحسود .
واما من حيث حال الحاسد ، فقد ينشأ الحسد احيانا من العداوة ، او التكبر ، او الخوف ، الاربعون حديثا :108
Bogga 107