203

Ar-Raheeq Al-Makhtum

الرحيق المختوم

Daabacaha

دار الهلال

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Goobta Daabacaadda

بيروت (نفس طبعة وترقيم دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع)

Noocyada

وبعد أن أقام رسول الله ﷺ ببدر ثلاثة أيام تحرك بجيشه نحو المدينة ومعه الأسارى من المشركين، واحتمل معه النفل الذي أصيب من المشركين، وجعل عليه عبد الله بن كعب، فلما خرج من مضيق الصفراء نزل على كثيب بين المضيق وبين النازية، وقسم هنالك الغنائم على المسلمين على السواء، بعد أن أخذ منها الخمس. وعندما وصل إلى الصفراء أمر بقتل النضر بن الحارث- وكان هو حامل لواء المشركين يوم بدر، وكان من أكابر مجرمي قريش، ومن أشد الناس كيدا للإسلام، وإيذاء لرسول الله ﷺ فضرب عنقه علي بن أبي طالب. ولما وصل إلى عرق الظبية أمر بقتل عقبة بن أبي معيط، وقد أسلفنا بعض ما كان عليه من إيذاء رسول الله ﷺ، فهو الذي كان ألقى سلا جزور على رأس رسول الله ﷺ وهو في الصلاة، وهو الذي خنقه بردائه، وكاد يقتله لولا أن يعترض أبو بكر ﵁، فلما أمر بقتله قال: من للصبية يا محمد؟ قال: النار «١» . قتله عاصم بن ثابت الأنصاري. ويقال علي بن أبي طالب. وكان قتل هذين الطاغيتين واجبا من حيث وجهة الحرب، فلم يكونا من الأسارى فحسب، بل كانا من مجرمي الحرب بالإصطلاح الحديث. وفود التهنئة: ولما وصل إلى الروحاء لقيه رؤوس المسلمين- الذي كانوا قد خرجوا للتهنئة والإستقبال حين سمعوا بشارة الفتح من الرسولين- يهنئونه بالفتح. وحينئذ قال لهم سلمة بن سلامة: ما الذي تهنئوننا به؟ فو الله إن لقينا إلا عجائز صلعا كالبدن، فتبسم رسول الله ﷺ، ثم قال: «يا ابن أخي أولئك الملأ» . وقال أسيد بن حضير: يا رسول الله، الحمد لله الذي أظفرك، وأقر عينك، والله يا رسول الله ما كان تخلفي عن بدر وأنا أظن أنك تلقى عدوا، ولكن ظننت أنها عير، ولو ظننت أنه عدو ما تخلفت، فقال رسول الله ﷺ: «صدقت» . ثم دخل رسول الله ﷺ المدينة مظفرا منصورا، قد خافه كل عدو له بالمدينة وحولها. فأسلم بشر كثير من أهل المدينة، وحينئذ دخل عبد الله بن أبي وأصحابه في الإسلام ظاهرا.

(١) روى ذلك أصحاب الصحاح، انظر سنن أبي داود مع حاشيته ...

1 / 207